للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٤٧)

باب الشهيد ومن يصلَّى عليه ويُغسَّل (١)

(٤٨٥) قال الشافعي: والشُّهداءُ الذين عاشوا وأكَلوا الطعامَ وبَقُوا (٢) مُدَّةً يَنْقَطِع فيها الحربُ وإن لم يَطْعَمُوا .. كغيرِهم مِنْ الموتى، والذين قَتَلَهم المشركون في المُعْتَرَك (٣) .. يُكَفَّنُون بثيابهم التي قُتِلوا فيها إن شاء أولياؤُهم، وتُنْزَعُ عنهم الخِفافُ والفِراءُ والجلودُ وما لم يكن مِنْ عامِّ لباسِ الناس، ولا يُغَسَّلُون، ولا يُصَلَّى عليهم، ورُوِي عن جابر بن عبدالله وأنس بن مالك؛ أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (٤) لم يُصَلِّ عليهم ولم يُغَسِّلْهم، وعمرُ شهيدٌ غيرَ أنّه [لما (٥) لم يُقْتَل في المعْتَرَك غُسِّلَ وصُلِّيَ عليه، والغسلُ والصلاةُ سُنَّةٌ لا يَخْرُج منها إلا مَنْ أخْرَجَه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-.


(١) «الشهيد»: الذي قتله المشركون في المعركة، يقال: «استشهد فلان»: إذا قتل شهيدًا، وفي سبب تسميته شهيدًا أقوال، فقيل: لأن الله عز وجل ورسوله -صلى الله عليه وسلم- شَهِدَا له بالجنة، وقيل: لأن ملائكة الرحمة تشهده فترفع روحه، وقيل: لأنه من جملة من يُستشهَد يوم القيامة على الأمم الخالية، قال الله عز وجل: (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة: ١٤٣]، فهو على هذا التأويل شهيد بمعنى شاهد، وقيل: لسقوطه بالأرض، والأرض تسمى: الشاهدة، وقد استضعف ابن فارس هذا الوجه. «الزاهر» (ص: ٢١٤) و «الحلية» (ص: ٩٣).
(٢) كذا في ظ ز س، وفي ب: «أو بقوا».
(٣) «معترك القتال»: مزدحَم الحرب، و «العِراك»: الزحام، وذلك أن بعضهم يَعرُك بعضًا ضربًا وقتلًا. «الزاهر» (ص: ٢١٥).
(٤) كذا في ظ ز، وفي ب س: «عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه».
(٥) كلمة «لما» من هامش ب ٢، ولا وجود لها في سائر النسخ ظ ز ب س.