(٢) كلمة «كان» لا وجود لها في ب س. (٣) مما ينبغي العناية به هنا معرفة معاني كلمات «الفرض» و «النفل» و «الوتر» و «التهجد»، وقد ذكرها كلها أبو منصور في «الزاهر» (١٨١ - ١٨٢). فـ «الفرض» أصله: الحز في القدح وغيره، ومنه فرض الصلاة وغيرها، إنما هو شيء لازم للعبد كلزوم الحز للقدح، والفرض أيضًا: القراءة، يقال: فرضت جزئي؛ أي: قرأته، والفرض: التبيين، قال الله عز وجل: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) [التحريم: ٢]؛ أي: بين الله لكم كفارتها. و «النفل»: الزيادة على الأصل، والنوافل من الصلواتِ وأعمالِ البر التي ليست بمفروضة، سميت نوافل لأنها زيادة على الأصل، والأصل الفرائض، ألا ترى أنه يقال لولد الولد: «نافلة»؛ لأن الأصل هو الولد الذي لصلبه، وولد ولده زيادة عن الأصل، قال الله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً) [الأنبياء: ٧٢]، وكذلك أنفال الغنائم إنما هي زيادات على أصل الفرض الجاري لهم. و «الوتر»: من الأعداد ما ليس بمزدوج، ويقع على الواحد والثلاث والخمس والسبع. والشفعُ: ما كان من الأعداد مزدوجًا، مثل: الاثنين والأربعة والستة. وانظر: «الحلية» (ص: ٨٠). و «التهجد»: القيام من النوم، يقال: «هجد الرجل يهجد هجودًا»: إذا نام، «فهو هاجد»، و «تهجد»: إذا ألقى الهجود عن عينيه، وهذا كما يقال: «حَرِجَ» و «أَثِمَ»: إذا فعل فعلًا يُلزِمُه الإثمَ، ثم يقال: «تحرَّجَ فلان وتأثَّمَ»: إذا ألقى الحرج والإثم عن نفسه باجتنابه ما يَأْثَمُ به، ولهذا نظائر في كلام العرب. وأما قول الشافعي في الوتر: «يشبه أن يكون صلاةَ التهجُّد»، فقال إمام الحرمين في «النهاية» (٢/ ٣٤٧): «معناه عند المحققين: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان مأمورًا بالتهجد، وقيل: كان فرضًا عليه، فقال الشافعي: المعنيّ بالتهجد في قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ) [الإسراء: ٧٩]: صلاةُ الوتر، وهي التي كانت محتومة عليه، لا يتركها في حضر ولا سفر».