للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(١١٠)

باب جزاء الطير (١)

(٩٧٢) قال الشافعي: والطائرُ صنفان: حَمَامٌ، وغيرُ حَمَامٍ.

(٩٧٣) فما كان منها حَمَامًا .. ففيه شاةٌ، اتِّباعًا لعمرَ وعثمانَ وابنِ عبَاس ونافع بن عبدالحارث وابنِ عمرَ وعاصمِ بنِ عمرَ وسعيدِ بن المسَيّبِ، وهذا إذا أصِيبَ بمكةَ أو أصابها المحْرِمُ، قال عطاء: «في القُمْرِيِّ والدُّبْسِيِّ شاةٌ».

(٩٧٤) قال: وكُلُّ ما عَبَّ وهَدَرَ .. فهو حَمامٌ (٢)، وفيه شاةٌ.

(٩٧٥) وما سِواهُ مِنْ الطَّيْرِ .. ففيه قِيمَتُه في المكانِ الذي أصِيبَ فيه (٣)، قال عمرُ لكَعْبٍ في جَرادَتَيْن: ما جَعَلْتَ في نَفْسِك؟ قال: درهمًا، فقال: «بَخٍ، درهمٌ خيرٌ مِنْ مائة جَرادَةٍ، وافْعَلْ ما جَعَلْتَ في نفسك»، وروي عنه أنه قال: «في جرادةٍ تمرةٌ»، وقال ابنُ عباس في جرادةٍ: «تَصَدَّقْ


(١) كذا في ظ، وفي س: «الطائر»، وفي ز: «الصيد»، والظاهر أن هذا الأخير وهم.
(٢) «الحمام»: كل ما عب وهدر وإن تفرق به أسماء فهو «الحَمَام» و «اليَمَام» و «الدَّبَاسِي» و «القَمارِيُّ» و «الفَواخِت» وغيرها، قال الكسائي: «الحَمَام هو البري الذي لا يألف البيوت، وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام»، وقال الأصمعي: «كل ما كان ذا طوق مثل القُمْرِي والفاختة وأشباهها فهو حمام»، قال الأزهري: «ولا يَهْدِر إلا هذه المطوَّقات، وهديره: تغريده وترجيعه صوتَه كأنه يسجع، ولذلك يقال: (سجعت الحمامة): إذا طرَّبت في صوتها، وأما عب الحمام .. فإن البري والأهلي من الحمام يعب إذا شرب، وهو أن يجرع الماء جَرْعًا، وسائر الطيور تنقر الماء نقرًا وتشرب قطرة قطرة، وتقول العرب: (إذا شَرِبتَ الماء فاغْنِثْ ولا تَعُبَّ)، معنى (فاغْنِثْ): اشرب نفَسًا بعد نفَسٍ، (ولا تَعُبَّ): لا تشربه بجرعة واحدة لا تتنفس. «الزاهر» (ص: ٢٨٣).
(٣) وسواء كان مثل حجم الحمام أو دونه على الجديد، وقال في القديم: إن كان مثل حجم الحمام أو أكبر منه ففيه شاة. انظر: «العزيز» (٥/ ٢٥٤) و «الروضة» (٣/ ١٥٨).