للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٤٨)

باب حمل الجِنازة (١)

(٤٨٦) قال الشافعي: ورُوِي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه حَمَل في جِنازة سعد بن معاذ بين العمودَيْن، وعن سعد بن أبي وقّاص أنّه حَمَل سريرَ ابنِ عوفٍ بين العمودَيْن على كاهِلِه، وأنّ عثمانَ بن عفّان حَمَل بين عمودَيْ سريرٍ أمَّه فلم يُفارِقْه حتّى وُضِع، وعن أبي هريرةَ أنّه حَمَل بين عمودَيْ سريرٍ ابنَ أبي وقّاص، وأنّ ابنَ الزبير حَمَل بين عمودَيْ سريرٍ المِسْوَرَ، قال الشافعي: ووجهُ حملِها مِنْ الجوانب أن يَضَع ياسِرَةَ السرير المقدَّمَة (٢) على عاتقه الأيمن، ثم ياسِرَتَه المؤخَّرَة، ثم يامِنَةَ السرير المقدَّمَة على عاتقه الأيسر، ثم يامِنَتَه المؤخَّرَة، فإن كَثُر الناسُ أحْبَبْتُ أن يكون أكْثَرُ حملِه بين العمودَيْن، ومِن أين حَمَل فحَسَنٌ (٣).


(١) زاد في ز: «والمشي أمامها»، وذلك لأن الترجمة التالية لا وجود لها في هذه النسخة.
(٢) «المقدمة» بكسر الدال المشددة وفتحها، فعلى الكسر معناه: المتقدمة، ومنه قوله عز وجل: (لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ) [الحجرات: ١]؛ أي: لا تتقدموا، و «مقدمة الجيش» من هذا، ومن فتح أراد: التي قُدِّمَت. «الزاهر» (ص: ٢١٦).
(٣) لحمل الجنازة طريقتان:
إحداهما: الحمل بين العمودين، ومعناه: أن يتقدم رجل فيضع الخشبتين الشاخصتين وهما العمودان على عاتقيه، والخشبة المعترضة بينهما على كتفيه، ويحمل مؤخرة الجنازة رجلان، أحدهما: من الجانب الأيمن، والثاني من الأيسر، ولا يمكن أن يتوسط الخشبتين واحد من مؤخرهما، فإنه لا يرى موضع قدميه والطريق بين يديه حينئذ، فإن لم يستقل المتقدم بالحمل أعانه رجلان خارج العمودين، يضع كل واحد منهما واحدا على عاتقه، فتكون الجنازة محمولة على خمسة.
والثاني: التربيع، وهو: أن يتقدم رجلان فيضع أحدهما العمود الأيمن على عاتقه الأيسر، والآخر العمود الأيسر على عاتقه الأيمن، وكذلك يحمل العمودين من مؤخرها اثنان، فتكون الجنازة على هذه الهيئة محمولة على أربعة.
انظر: «العزيز» (٣/ ٥٦٨).