للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٣٠٧)

باب عقل الحلفاء (١)

(٣٠٩٣) قال الشافعي: ولا يَعْقِلُ الحلِيفُ، إلّا أن يَكُونَ قَضَى بذلك خَبَرٌ، ولا العَدِيدُ (٢)، ولا يُعْقَلُ عنه، ولا يَرِثُ ولا يُورَثُ، إنّما يُعْقَلُ بالنَّسَبِ أو الوَلاءِ الذي كالنَّسَبِ، ومِيراثُ الحليفِ والعَقْلُ عنه مَنْسُوخٌ، وإنّما يَثْبُتُ مِنْ الحِلْفِ أن تكُونَ الدَّعْوَةُ واليَدُ واحدةً، لا غيرَ ذلك.


(١) «الحلفاء»: هم الذين تعاقدوا على التناصر والتمالؤ على من خالفهم، فتتحالف القبيلتان عند استطالة أعدائها على التناصر والتظافر لتمتزج أنسابهم ويكونوا يدًا على من سواهم، أو يتحالف الرجلان على ذلك فيصيرا كالمتناسبين، وكان الناس توارثوا بالحلف والنصرة ثم نسخ ذلك بالمواريث. «الزاهر» (ص: ٤٨٨) و «الحاوي» للماوردي (١٢/ ٣٦٥).
(٢) «العديد» هو أن القبيلة القليلة العدد تعد نفسها عند ضعفها عن المحاماة في جملة قبيلة كثيرة العدد قوية الشوكة؛ ليكونوا منهم في التناصر والتظافر، ولا يتميزون عنهم في سلم ولا حرب، أو ينافر الرجل الواحد قومه فيخرج نفسه منهم وينضم إلى غيرهم ويعد نفسه منهم، فهذا أضعف الحلف؛ لأن في الحلف أيمانًا ملتزمة وعقودًا محكمة، وهذا استجارة وغوث. انظر: «الحاوي» للماوردي (١٢/ ٣٦٦).