(٢) «الإشلاء» فيه قولان: فقال قوم: معنى «أشْلِيَ»؛ أي: دُعِي، و «اسْتَشْلَى»؛ أي: أجاب؛ كأنه يدعوه للصيد فيجيبه ويعدو على الصيد، قال الشاعر: أشْلَيْتُها باسْمِ المِزاحِ فأقْبَلَتْ … رَتَكًا وكانَتْ قَبْلَ ذلك تَرْسُفُ يصف ناقة دعاها فأقبلت نحوه رَتَكًا؛ أي: مسرعة، وقال آخرون: «أشليته»: إذا أَغْرَيْتَه بالصيد، قال الشاعر: أتينا أبا عمرو فأشْلى كلابه … علينا فكدنا بين بيتيه نؤكل وقد قال ثعلب في باب ما تلحن في العامة: «لا يقال: (أشليت الكلب) بمعنى: أغريته، وإنما يقال: (آسدته، وأوسدته) بمعنى: أغريته»، وقد أخذ على الشافعي أنه أطلق «الإشلاء» بمعنى: «الإغراء»، وليس ذلك بلازم، وعلى فرضه فقد ثبت هذا الاستعمال في اللغة. انظر «الرد على الانتقاد» للبيهقي (ص: ٩٣) و «الزاهر» (ص: ٥٢١) و «الحلية» (ص: ٢٠٢). (٣) إذا أكل الكلب المعلم من لحم الصيد عقب اصطياده ففيه قولان: أظهرهما - ما ذكره المزني هنا أنه يحرم، والثاني وهو مذهبه في القديم ومذهب مالك - أنه يحل. انظر: «العزيز» (٢٠/ ٢٠٢) و «الروضة» (٣/ ٢٤٧).