للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٣٨٧)

[باب موضع اليمين]

(٣٧٨٤) قال الشافعي: مَنْ ادَّعَى مالًا فأقامَ عليه شاهِدًا، أو ادُّعِيَ عليه مالٌ أو جِنايَةُ خَطَأٍ، فإن بَلَغَ ذلك عِشْرِين دِينارًا، أو ادَّعَى عَبْدٌ عِتْقًا تَبْلُغُ قِيمَتُه عِشْرِين دِينارًا، أو ادَّعَى جِراحَةَ عَمْدٍ صَغُرَتْ أو كَبُرَتْ، أو في طَلاقٍ، أو لِعانٍ، أو حَدٍّ، أو رَدِّ يَمِينٍ في ذلك .. فإنْ كانَ الحُكْمُ بمَكَّةَ كانَت اليَمِينُ بين البَيْتِ والمقامِ، وإنْ كان بالمدِينَةِ كانَتْ على مِنْبَرِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وإن كانَ ببَلَدٍ غَيْرِ مَكَّةَ والمدينةِ أُحْلِفَ بعد العَصْرِ في مَسْجِدِ ذلك البَلَدِ، بما تُؤكَّدُ به الأيمانُ، ويُتْلَى عليه: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الآية [آل عمران: ٧٧]، وهذا قَوْلُ حُكّامِ المكِّيِّينَ ومُفْتِيهِم، ومِن حُجَّتِهم فيه أنّ عبدَالرحمن بنَ عوفٍ رَأى قَوْمًا يَحْلِفُون بين المقامِ والبَيْتِ، فقال: أعَلَى دَمٍ؟ فقالوا: لا، فقال: أفَعَلَى عظيمٍ مِنْ الأمْرِ (١)؟ قالُوا: لا، قال: «لقد خَشِيتُ أن يَبْهَأَ النّاسُ بهذا المقامِ» (٢)، قال: فذَهَبُوا إلى أنّ العظيمَ مِنْ الأمْوالِ ما وَصَفْتُ مِنْ عِشْرِين دِينارًا فصاعِدًا، وقال ابْنُ أبي مُلَيْكَة: «كَتَبَ إليَّ ابْنُ عبّاسٍ في جارِيَتَيْن ضَرَبَتْ إحْداهما الأخْرَى أن: احْبِسْهُما بعد العَصْرِ، ثُمّ اقْرَأ عليهما: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الآية [آل عمران: ٧٧]، ففَعَلْتُ،


(١) كذا في ظ ز ب، وفي س: «عظيم مال».
(٢) «يَبْهَأ الناسُ بهذا المقام»؛ أي: أن يستخف به، يقال: «بَهَأتُ بالشيء فأنا أبهأ به، وبَسَأتُ به، وبَسِئتُ»: إذا أنستَ به حتى تذهب هيبته من قلبك، وكل شيء أنست به فإن هيبته تنقص من قلبك. «الزاهر» (ص: ٥٥٥).