للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل السابع في ذكر عظم قدر الكتاب عند أهل العلم]

لقد كتب الله لكتاب المُزَني من القبول ما لم يكتب مثله ولا قريبًا منه لأقرانه من سائر تلاميذ الشافعي، فسار ذكره في البلاد، وعمَّ نفعه العباد، قال البَيْهَقي: «سار في بلاد المسلمين وانتفعوا به» (١).

وكان عمدة الشافعية في التفقُّه والتدريس أكثر من قرنين من الزمان، وقد ذكروا عن أبي زرعة محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة (ت ٣٠٢ هـ) - قاضي دمشق - أنه كان رجلًا رئيسًا، وأنه الذي أدخل مذهب الشافعي إلى دمشق، وأنه كان يهب لمن يحفظ «مختصر المُزَني» مائة دينار (٢)، قال الغزالي: «وما أجدر مختصَر المُزَني بأن يُعتَنَى بحفظه، فإنه مسائله غُرَر كلام الشافعي -رضي الله عنه-» (٣)، وقال الروياني: «أحتسب المُزَني أفقه تلامذة الشافعي وأزهدهم وأحفظهم لكتبه وعلمه، بأن اختصر من علمه كتابًا سمَّاه: (الجامع الكبير)، ثم اختصر منه (الجامع


(١) انظر «مناقب الشافعي» (٢/ ٣٤٤).
(٢) انظر «الطبقات» (٣/ ١٩٧).
(٣) انظر مقدمة كتاب «الخلاصة» للغزالي (ص: ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>