للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٤٢)

[باب الدعاء في الاستسقاء]

(٤٥٠) قال الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثني خالد بن رباح، عن المطَّلِب بن حَنْطَب، أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللهمّ سُقْيَا رحمةٍ، لا (١) سُقْيَا عذابٍ، ولا مَحْقٍ، ولا بَلاءٍ، ولا هَدْمٍ، ولا غَرَقٍ (٢)، اللهم على الظِّراب ومَنابِت الشجر (٣)، اللهم حَوالَيْنا ولا علينا»، ورُوِي عن سالم، عن أبيه، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا استسقى قال: «اللهم اسْقِنا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا مَرِيعًا غَدَقًا مُجَلَّلًا عامًّا طَبَقًا سَحًّا دائمًا (٤)، اللهم اسقنا


(١) كذا في ظ، وفي ز ب س: «ولا».
(٢) «سُقْيَا رحمة»: أن يغاث الناس غيثًا نافعًا، لا ضرر فيه ولا تخريب، وأصل «المحق»: النقص والذهاب، و «يوم ماحق»: شديد الحر، يُحرِق كل شيء، والمراد به هنا: ذهاب البركة وقلة الخير. «الزاهر» (٢٠٥) و «الحلية» (٨٩).
(٣) «الظِّراب»: الروابي الصغار، واحدها: ظَرِبٌ، وفي معناه ما ورد في بعض الروايات من ذكر «الآكام» و «التلال»، وهما: ما ارتفع من الأرض، وإنما خص الآكام والظِّراب؛ لأنها أوفق للراعية من شواهق الجبال، وورد في بعض الروايات كذلك ذكر «بطون الأودية»، وهي: أوساطها التي يكون فيها قرار الماء. «الزاهر» (٢٠٥) و «الحلية» (٩٠).
(٤) «الغيث»: المطر يغيث الخلق فيرويهم ويشبعهم، ولم يذكر المطر؛ لأن المطر لم يذكر في كتاب الله تعالى إلا في موضع عذاب، وما سوى ذلك من الرحمة غيث، و «الهنيء»: الذي لا عناء فيه ولا مشقة، و «المريء»: الذي لا يستوخمه آكله، و «مَرُؤَ الماء»: إذا كان نميرًا، و «المريع»: يحتمل أن تكون بضم الميم، فإن كان كذلك .. فهو الذي يأتي بالريع، وهو النُّزُل والزيادة والنماء، وإن كان بفتح الميم .. فهو الذي يصيب الأماكن المريعة، وهو في نفسه مَريع، يقال: «مكان مريع» إذا كان خصبًا، و «أَمْرَعَتِ البلادُ»: إذا أَخْصَبَتْ، و «الغدق»: الكثير الماء والخير، وأصل «المجلل»: تغطية الفرس بجِلالِهِ، والمراد به هنا: تغطيته الأرضَ بالنبات، وعموم نفعه وخيره العباد والبلاد، وقوله: «عامًّا طَبَقًا»؛ أي: لا يتخلل، بل يعم. و «الطبق»: الذي يُطبِّق الأرضَ؛ أي: يعمها ويصير لها كالطبق، و «السح»: الكثير المطر، الشديد الوقع على الأرض، وأصله: الانصباب، يقال: «سح الماء يَسُحُّ»: إذا سال من فوق إلى أسفل، و «ساح يسيح»: إذا جرى على وجه الأرض، سمي المطر به من باب تسمية الشيء بفعله. «الزاهر» (٢٠٦) و «الحلية» (٩٠).