للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٢٣٤)

[باب نشوز المرأة على الرجل]

من الجامع من كتاب نشوز الرجل على المرأة، ومن كتاب الطلاق، ومن أحكام القرآن

(٢٢٥٣) قال الشافعي: قال الله: {واللاتي تخافون نشوزهن} الآية [النساء: ٣٤] (١)، وفي ذلك دَلالَةٌ على اخْتِلافِ حالِ المرأةِ فيما تُعاتَبُ فيه وتُعاقَبُ عليه، فإذا رَأى منها دَلالَةً على الخوْفِ مِنْ فِعْلٍ أو قَوْلٍ وَعَظَها، فإنْ أبْدَتْ نُشُوزًا هَجَرَها، فإنْ أقامَتْ عليه ضَرَبَها، وقد يَحْتَمِلُ {تخافون نشوزهن} إذا نَشَزْنَ فخِفْتُم لَجاجَتَهُنّ في النُّشُوزِ أن (٢) يَكُونَ لهم جمعُ العِظَةِ والهَجْرِ والضَرْبِ.

(٢٢٥٤) وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَضْرِبُوا إماءَ الله»، فأتاه عُمَرُ فقال: يا رسولَ الله، ذَئِرَ النساءُ على أزْواجِهِنّ (٣)، فأذِنَ في ضَرْبِهِنّ (٤)، فأطافَ بآلِ محمّد نساءٌ كثيرٌ كُلُّهُنّ يَشْتَكِينَ أزْواجَهُنّ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لقد أطافَ بآلِ محمّد سَبْعُون امْرأةً كُلُّهُنّ يَشْتَكِين أزْواجَهُنّ، ولا تَجِدُونَ أولئك خِيارَكُمْ»، ويحْتَمِلُ قولُه -صلى الله عليه وسلم- أن يَكُونَ قبل نُزُولِ الآيةِ بضَرْبِهِنّ، ثُمّ أذِنَ فجَعَلَ لهم الضَّرْبَ، وأخْبَرَ أنّ الاخْتِيارَ تَرْكُ الضربِ.


(١) تتمة الآية: (فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن)، وقوله: (واهجروهن في المضاجع)؛ أي: في النوم معهن، فإنهن إن كن يحببن أزواجهن شق عليهن الهجران في المضاجع، وإن كن مبغضات لأزواجهن وافقهن ذلك، فكان ذلك دليلًا على نشوزهن. «الزاهر» (ص: ٤٣٠).
(٢) كذا في ز ب س، وفي ظ: «وأن» بالواو.
(٣) «ذَئِرَ النساء على أزواجهن»: اجترأن عليهم، فأظهرن العصيان لهم. «الزاهر» (ص: ٤٣٠).
(٤) كذا في ز ب س، وفي ظ: «فأذن بضربهن».