للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقَرَّه إلَّا أنَّه رَضِيَه ورَآه عِلْمًا، ولا يُسَرُّ إلّا بالحقِّ -صلى الله عليه وسلم-»، قال عبدالله: يشير إلى أن العلم الصحيح هو الذي يخضع لقوانين ثابتة يأمن الملتزم بها الوقوع في الخطأ، ولا يمكن الباري - سبحانه وتعالى - وكل عباده في تعرُّف الحق إلى طريق يمكن أن يؤدِّي بهم إلى باطل إذا رُوعيت حُرمته.

[أصناف المرتدين في العصر الأول]

ومنها: قال الشافعي (ف: ٣١٧١): «وأهْلُ الرِّدَّةِ بعد رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ضَرْبان: فمنهم قَوْمٌ كَفَرُوا بعد إسْلامِهِم، مِثْلُ طُلَيْحَةَ ومُسَيْلِمَةَ والعَنْسِيِّ وأصْحابِهم، ومنهم قَوْمٌ تَمَسَّكُوا بالإسْلامِ ومَنَعُوا الصَّدَقاتِ، وهو لِسانٌ عَرَبِيٌّ، والرِّدَّةُ ارْتِدادٌ عمَّا كانُوا عليه بالكُفْرِ، وارْتِدادٌ بمَنْعِ حَقٍّ كانُوا عليه»، قال: «وذلك بَيِّنٌ في مُخاطَبَتِهم جُيُوشَ أبي بَكْرٍ، وأشْعارِ مَنْ قال الشِّعْرَ منهم، قال شاعِرُهم:

أَلَا أَصْبِحِينَا قَبْلَ نَائِرَةِ الفَجْرِ … لَعَلَّ مَنَايَانَا قَرِيبٌ وَمَا نَدْرِي

أَطَعْنا رَسُولَ اللهِ مَا كَانَ بَيْنَنا … فَيَا عَجَبًا مَا بالُ مُلْكِ أَبِي بَكْرِ

فَإِنَّ الَّذِي سَأَلُوكُمُ فمَنَعْتُمُ … لَكَالتَّمْرِ أَوْ أَحْلَى إِلَيْهِمْ مِنَ التَّمْرِ

سَنَمْنَعُهُم مَا كَانَ فِينَا بَقِيَّةٌ … كِرَامٌ عَلَى العَزَّاءِ فِي سَاعَةِ العُسْرِ

وقالُوا لأبي بَكْرٍ بعد الإِسارِ: ما كَفَرْنا بعد إيمانِنا، ولكِنَّا شَحَحْنا على أمْوالِنا».

قال عبدالله: وفي هذا إشارة إلى اعتماد الشعر في استنباط التاريخ، وهذا معنًى غفل عنه كثير من المعاصرين من الذين ينتهجون منهج تمحيص التاريخ الإسلامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>