للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٢٨)

[باب فضل الجماعة والعذر بتركها]

(٢٨٠) قال الشافعي: أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاةُ الجماعةِ تَفْضُلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين دَرَجةً» (١).

(٢٨١) قال الشافعي: ولا أرَخِّصُ لمن قَدَر على صلاةِ الجماعةِ في تَرْكِ إتيانها إلّا مِنْ عُذْرٍ.

(٢٨٢) وإن جَمَّعَ في بيته، أو مسجدٍ وإن صَغُر .. أجزأ عنه، والمسجدُ الأعظمُ وحيث كَثُرَت الجماعةُ أحَبُّ إليَّ.

(٢٨٣) ورُوِي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان (٢) يَأمُر منادِيَه في اللَّيْلَةِ المَطِيرَة والليلةِ ذات الرِّيح: «ألا صَلُّوا في رحالِكُم» (٣)، وأنه قال: «إذا وَجَد أحدُكم الغائطَ، فليبدأ به قَبْلَ الصلاة»، قال: فبه أقول؛ لأن الغائطَ يَشْغَلُه عن الخشوعِ.

(٢٨٤) قال: وإذا حَضَرَ فِطْرُه، أو طعامُ مُفْطِرٍ به إليه حاجةٌ (٤)، وكانتْ نَفْسُه شديدةَ التَّوْقَان إليه .. أرْخَصْتُ له في تَرْكِ إتيانِ الجماعةِ.


(١) «الفَذّ»: الواحد، يقال: «جاء القوم أفذاذًا»؛ أي: أفرادًا، و «هذا شيء شاذٌّ فاذٌّ»: إذا كان نادرًا لا مثل له. «الزاهر» (١٨٢).
(٢) كذا في ظ، وفي ز س: «وروي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان»، ونحوه في ب.
(٣) «الرِّحال» جماعة الرحل، وهو منزل الرجل في بيت مدر أو وبر، يقال: «ما في رحله حُذافَة»؛ أي: ما في منزله شيء، و «الرَّحْل» أيضًا: مركب للبعير النجيب كالسَّرْج، «وقد رَحَلَ بعيرَه رَحْلًا»: إذا شد عليه الرَّحْل. «الزاهر» (١٨٣).
(٤) «إذا حضر فطرُه»؛ أي: كان صائمًا فحضر وقتُ فطره، «أو طعامُ مفطِرٍ به إليه حاجة»؛ أي: لم يكن صائمًا، ولكن حضر طعامه وهو جائع، وبه حاجة إلى أكله. «بحر المذهب» (٢/ ٢٤٧).