للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(١٣)

[باب الماء الذي ينجس والذي لا ينجس]

(٩٩) قال الشافعي: أخبرنا الثِّقةُ، عن الوليد بن كثير المخزومي، عن محمد بن عبّاد بن جعفر، عن عبدالله بن عبدالله بن عمر، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِلْ نَجَسًا»، أو قال: «خَبَثًا» (١).

(١٠٠) ورَوَى الشافعيُّ أنّ ابنَ جُرَيْجٍ روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسنادٍ لا يَحْضُر الشافعيَّ ذِكْرُه - أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِلْ نَجَسًا»، وقال في الحديث: «بقِلالِ هَجَرٍ»، قال الشافعي: قال ابن جريج: «وقد رَأيْتُ قِلالَ هَجَرٍ، فالقُلَّةُ تَسَعُ قِرْبَتَيْن، أو قِرْبَتَيْن وشيئًا»، قال: فالاحْتياطُ أنْ تَكون القُلَّتان خَمْسَ قِرَبٍ، قال: وقِرَبُ الحجازِ كِبارٌ (٢).

(١٠١) واحْتَجَّ بأنّه قيل: يا رسول الله، إنّك تَتَوضّأ مِنْ بِئرِ بُضاعَةَ، وهي تُطْرَحُ فيها المحايِضُ، ولحومُ الكلابِ، وما يُنْجِي الناسُ؟ (٣)، فقال:


(١) ورد في هامش س: «قال أبو بكر بن خزيمة: هذا الذي قال الشافعي: «أخبرنا الثقة» هو عندي أبو أسامة، وهذا الإسناد وهم، ليس الخبر عن محمد بن عباد بن جعفر، إنما هو عن محمد بن جعفر بن الزبير، وهَمَ فيه أبو أسامة، حدثنا محمد بن عبدالله بن المبارك المخرمي، وموسى بن عبدالرحمن المسروقي، وأبو الأزهر حوثرة بن محمد البصري، قالوا: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيدالله بن عبدالله بن عمر، عن أبيه، عن النبي بهذا».
(٢) «القلة»: شبه حُبٍّ يأخذ جرارًا من الماء؛ كأنها سميت «قلة» لأن الرجل القوي يُقِلُّها، أي: يحملها، وكل شيء حَمَلتَه فقد أَقْلَلْتَه، والقلال مختلفة في القرى العربية ليس لها حد محدود، وقلال هجر من أكبرها، فليس في تحديدها إلا الرجوع إلى قول من زعم أنه رآها، قال أبو منصور في «الزاهر» (ص: ١٢٩): «ورأيت القلة من قِلالِ هَجَرٍ والإحساءِ تأخذ من الماء ملءَ مَزادةٍ، والمزادة: شَطْر الراوية». وانظر: «الحلية» (ص: ٦١).
(٣) «المحايض»: خِرَق المحيض، و «ما يُنْجي الناس»: ما يلقونه من العذرة، يقال: (أنجى الرجل): إذا تَغوَّط. «الزاهر» (ص: ١٣٠).