للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٩]

كتاب الزكاة (١)


(١) وأصل «الزكاة»: النماء والزيادة، سميت بذلك؛ لأنها تثمر المال وتنميه، ومنه يقال: «زكا الزرع»: إذا كثر ريعه، و «زكت النفقة»: إذا بورك فيها، وعلى هذا التأويل أوجب الشافعي الزكاة في مال اليتيم؛ لأن الزكاة لما كانت موضوعة للنماء رُجِيَ من مال اليتيم كما رُجِيَ من مال غيره، فوجبت فيها الزكاة.
ثم إن الزكاة أنواع:
فمنها: زكاة الأموال، سميت زكاة؛ لأن المال الذي يُزكَّى يَزْكو؛ أي: ينمو، إما في الدنيا بأن يبارك الله له فيه، وإما في الآخرة بأن يضاعف له الأجر على ما زكى.
ومنها: زكاة الفطر، فهي تزكي النفس؛ أي: تطهرها، وتنمي عملها.
ومنها: زكاة العمل الصالح، لأنه يزكي صاحبه؛ أي: يطهره ويرفع ذكره، قال الله عز وجل: (خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) [الكهف: ٨١]، وأما قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) [المؤمنون: ٤] .. ففيه قولان، أحدهما: الذين هم للعمل الصالح عاملون، والقول الثاني: الذين هم للزكاة مؤتون.
«الزاهر» (ص: ٢٤٩) و «الحلية» (ص: ٩٥).