ثم إن الزكاة أنواع: فمنها: زكاة الأموال، سميت زكاة؛ لأن المال الذي يُزكَّى يَزْكو؛ أي: ينمو، إما في الدنيا بأن يبارك الله له فيه، وإما في الآخرة بأن يضاعف له الأجر على ما زكى. ومنها: زكاة الفطر، فهي تزكي النفس؛ أي: تطهرها، وتنمي عملها. ومنها: زكاة العمل الصالح، لأنه يزكي صاحبه؛ أي: يطهره ويرفع ذكره، قال الله عز وجل: (خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) [الكهف: ٨١]، وأما قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) [المؤمنون: ٤] .. ففيه قولان، أحدهما: الذين هم للعمل الصالح عاملون، والقول الثاني: الذين هم للزكاة مؤتون. «الزاهر» (ص: ٢٤٩) و «الحلية» (ص: ٩٥).