للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٢٩٩)

باب القصاص في الشِّجاج والجراح والأسنان

ومن به نقص أو شلل أو غير ذلك (١)

(٢٨٨٢) قال الشافعي: والقِصاصُ دُون النَّفْسِ شَيْئانِ: جُرْحٌ يُشَقُّ، وطَرَفٌ يُقْطَعُ.

(٢٨٨٣) فإذا شَجَّه مُوضِحَةً فبَرَأ .. حُلِقَ مَوْضِعُها مِنْ رأسِ الشَّاجِّ، ثُمّ شُقَّ بحَدِيدَةٍ قَدْرَ عَرْضِها وطُولِها، فإنْ أخَذَتْ رَأسَ الشَّاجِّ كُلَّه وبَقِيَ شَيْءٌ أخِذَ منه أرْشُه (٢)، وكذا كُلُّ جُرْحٍ يُقْتَصُّ منه.


(١) العنوان من ز ب س، وموضعه في ظ بياض، و «الشِّجاج»: تكون في الوجه والرأس، ولا تكون إلا فيهما، وأول الشِّجاج عندهم: «الحارِصَة» بالحاء، وهي التي تحْرِص الجلد؛ أي: تشقه قليلًا، ويقال لها: الحَرْصَة»، ويقال لباطن الجلد: «الحِرْصِيان»، وهو فِعْلِيانٌ من الحَرْصِ، وهو الشق والقَشْر، ومنه قيل: «حرص القصار الثوب»: إذا شَقَّه، ثم «الدّامِيَة»، وهي التي تدمي موضعها من الشق والخدش ولا يسيل، فإن سال فهي «الدّامِعَة» بالعين، التي يسيل دمها قليلًا كسيلان الدمعة، من قولهم: «دمعت العين»، ثم «الباضِعَة»، وهي التي تبضعه اللحم بعد الجلد؛ أي: تشقه وتقطعه، ثم «المتَلاحِمَة»، ويقال: «اللاحِمَة»، وهي التي تغوص في اللحم وتغور ولم تبلغ «السِّمْحاقَ»، وهي القشرة الرقيقة بين اللحم العظم، ثم «المِلْطَاة»، ويقال: «المِلْطَا» و «اللاطِئة»، وهي التي تخرق اللحم حتى تبلغ السِّمْحاقَ، ثم «الموضِحَة»، وهي التي يكشط عنها ذلك القشر حتى يبدو وضح العظم، وهو البياض، ثم «الهاشِمَة»، وهي التي تهشم العظم؛ أي: تَفُتُّه وتكسره، ثم «الْمُنَقِّلةُ»، وهي التي تَنَقَّلُ منها فَرَاشُ العظامِ، وهو ما رَقّ منها، ثم «الآمَّة»، ويقال: «المأمُومَة»، وهي التي تبلغ أم الرأس، و «أم الرأس»: الخريطة الدماغ المحيطة به، ثم «الدّامِغَة»، هي التي تخرق الخريطة وتخسف الدماغ، ولا حياة بعدها، وكان ابن الأعرابي يجعل بعد الموضِحَة «المُقْرِشَة»، وهي التي يصير منها في العظم صُدَيْع مثل الشعرة ويُلْمَسُ باللسان لخفائه، قال: «والوَقْر: الهزم في العظم من أثر الحجر والعصا حتى يخالط المخ». «الزاهر» (ص: ٤٨٠) و «الحلية» (ص: ١٩٦) و «العزيز» للرافعي (١٧/ ٤٠٢).
(٢) «الأرش»: دية الجوارح والأعضاء، يقال ذلك لما قل منها وكثر، وأصله من التأريش، وهو التحريش، ويقال له: «النَّذَرُ» أيضًا، يقال: «نَذَرُ هذه الشجة كذا وكذا بعيرًا»؛ أي: أرش ديتها، وهو معروف في كلام العرب، وقد قاله الشافعي -رحمه الله- في كتاب جراح العمد. «الزاهر» (ص: ٤٨٣).