للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

باب دخول مكة (١)

(٨٧٧) قال الشافعي: وأحِبُّ للمُحْرِمِ أن يغْتَسِلَ مِنْ ذِي طُوًى لدُخولِ مكةَ، ويَدْخُلُ مِنْ ثَنِيَّةِ كَدَاءَ (٢)، وتَغْتَسِلُ المرأةُ الحائضُ (٣)؛ لأمْرِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أسماءَ بذلك، وقولِه للحائضِ: «افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحاجُّ غيرَ أن لا تَطُوفِي بالبيتِ».

(٨٧٨) قال: وإذا رَأى البيتَ قال: «اللّهُمّ زِدْ هذا البيتَ تَشْرِيفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومَهابةً، وزِدْ مَنْ شَرَّفَه وعَظَّمَه ممَّنْ حَجَّه واعْتَمَرَه تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابةً (٤)»، ويَقولُ: «اللّهُمّ أنت السّلامُ، ومنك


(١) زاد في هامش س: «والعمل فيه»، هذا وقد خصص المزني هذا الباب لذكر أعمال الحج كلها، قال إمام الحرمين في «النهاية» (٤/ ٣٠٦): «ولم يَرعَ ترتيب مسائل الحج كما ينبغي، بل أتى بها إتيانًا يُشعر بقصد التشويش».
(٢) «كَدَاء» بفتح الكاف والمد هي الثنية التي بأعلى مكة، وينبغي التمييز بينه وبين «كُدًا» و «كُدَيّ» فإنه مما يختلط، أما «كُدًا» بضم الكاف والقصر والتنوين .. فهي الثنية من أسفل مكة، قال النووي في «التهذيب»: «هذا هو الصواب المشهور الذي قاله جماهير العلماء من المحدثين وأهل الأخبار واللغة والفقه، وما سوى هذا فليس بشيء، وأما قول الإمام أبي القاسم الرافعي [«العزيز» (٥/ ٧)]: إن الذي يشعر به كلام الأكثرين أن السفلى أيضًا بالمد، ويدل عليه أنهم كتبوها بالألف، ومنهم من كتبها بالياء .. فليس قوله هذا بشيء، ولا يلزم من كتابتها بالألف مدها، فإن الثلاثي إذا كان من ذوات الواو تعين كتبه بالألف، سواء مد أو قصر كعصا، وإن كان من ذوات الياء وليس منونًا .. كتب بالياء، ويجوز بالألف أيضًا، وإن كان منونًا .. فمنهم من يقول: لا يكتب إلا بالألف، ومنهم من جوزه بالياء»، هذا واختلفوا من ذوات الواو هو أو الياء؟ فاختار النووي أنه من «كدوت»، واختار الفيومي في «المصباح» أنه من «الكُدْيَة»، وهي الأرض الصلبة، قال: «وبالقرب من الثنية السفلى موضع يقال له: «كُدَيّ» مُصَغَّرٌ، وهو على طريق الخارج من مكة إلى اليمن».
(٣) في ز: «والحائض» على العطف.
(٤) هكذا ذكر المزني: «ومهابة»، وهو مأخوذ عليه، والرواية: «وبرًّا». وانظر: «النهاية» (٤/ ٢٧٨) و «العزيز» (٥/ ١١) و «المعرفة» (٧/ ٢٠٠).