للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٢١)

باب صفة الصلاة وما يُجْزِئ منها وما يُفْسِدُها

وعدد سجود القرآن وغير ذلك (١)

(١٧٥) قال الشافعي: إذا أحْرَمَ إمامًا أو وَحْدَه نَوَى صَلاتَه في حالِ التكبيرِ، لا قَبْلَه ولا بَعْدَه.

(١٧٦) ولا يُجْزِئه إلا قولُه: «اللهُ أكبرُ» أو «اللهُ الأكبرُ» (٢).

(١٧٧) فإن لم يُحْسِن بالعربية كَبَّر بلسانِه، وكذلك الذِّكْرُ، وعليه أن يَتَعَلَّم.

(١٧٨) ولا يُكَبِّر إن كان إمامًا حتّى تَسْتَوِيَ الصفوفُ خَلْفَه، ويَرْفَعُ يدَيْه إذا كَبَّر حَذْوَ مَنكِبَيْه (٣)، ويأخُذُ كُوعَه الأيْسَرَ بكفِّه اليُمْنَى، ويجْعَلُهما


(١) قال أبو منصور الأزهري في «الزاهر» (١٥٧): «في صفة الصلاة ألفاظ كثيرة لا يكاد يَعرِف معانيَها إلا أهلُ العلم بها، فوجب أن نُعنَى بها ونشرح معانيَها؛ ليقف عليها المصلون؛ فإنهم إذا فهموها كان أحرى أن يخشعوا عند ذكرها، فيُخْلِصوا نياتهم للمراد بها، ويكون ذلك أعظم لأجورهم، وأوفر لثوابهم، وأعود عليهم إن شاء الله».
(٢) «الله أكبر» فيه قولان لأهل العربية:
أحدهما: أن معناه الله كبير، وقد جاء «أفعل» نعتًا في حروف معدودة، وتقول العرب: «المرء بأصغريه»؛ أي: بصغيريه، وهما قلبه ولسانه، ومعناه: أن فضل الرجل على غيره ببيانه بلسانه، وعلمه الذي في قلبه، وكل من كان أعلم وأبين لسانًا فله الفضل على غيره.
وثانيهما: أن معناه الله أكبر كبير؛ كقولك: «هو أعز عزيز»، وذلك أن «أكبر» موضوع لبلوغ الغاية في العظمة، ولذلك لا يجوز أن يقول: «الله كبير»، ويجوز أن يقول: «الله أكبر» و «الله الأكبر».
ثم إن الدخول في الصلاة بقول: «الله أكبر» يسمى: «التحريم».
انظر: «الزاهر» (ص: ١٥٧).
(٣) هذا هو الذي شُهر نقلُه عن الشافعي، أنه رأى رفع اليدين حَذْوَ المَنكِبين، وحكى القاضي ابن كج وإمام الحرمين قولًا آخر خرجاه له من قصة حدثت للشافعي لما قدم العراق، فاجتمع إليه العلماء كأبي ثور والحسين الكرابيسي وغيرهما وسألوه عن الجمع بين الأخبار في منتهى رفع اليدين؛ إذ روي أنه رفعهما حذو منكبيه، وروي أنه رفع يديه حذو شحمة أذنيه، وروي أنه رفعهما حذو أذنيه، فقال الشافعي: إني أرى أن يرفع يديه بحيث يحاذي أطرافُ أصابعه أذنيه، ويحاذي إبهاماه شحمةَ أذنيه، وتحاذي ظهورُ كفه منكبيه، وهذه الصفة هي المذهب عند الشيخين. انظر: «النهاية» (٢/ ١٣٣) و «العزيز» (٢/ ٣٠٥) و «الروضة» (١/ ٢٣١).