للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(١٧٤٣) قال الشافعي: أخبرنا مالك، عن ربيعة، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني، أنّه قال: «جاء رجلٌ إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فسَألَه عن اللقطةِ، فقال: اعْرِفْ عِفاصَها ووِكاءَها، ثُمّ عَرِّفْها سَنَةً، فإنْ جاء صاحِبُها، وإلّا فشَأنَكَ بها» (١)، وعن عُمَرَ نحوُ ذلك (٢)، قال الشافعي: وبهذا أقُولُ (٣).

(١٧٤٤) والبَقَرُ كالإبِلِ (٤)؛ لأنّهما تَرِدان المياهَ وإنْ تَباعَدَتْ، وتَعِيشان أكْثَرَ عَيْشِهِما بلا راعٍ، فليس له أن يَعْرِضَ لواحدٍ منهما، والمالُ والشاةُ لا تَدْفَعان عن أنْفُسِهما، فإنْ وَجَدَها في مَهْلَكَةٍ فله أكْلُها وغُرْمُها إذا جاء صاحِبُها.


(١) «العفاص»: هو الوعاء الذي تكون فيه النفقة إن كان من جلد أو خرقة أو غير ذلك، ولهذا سمي الجلد الذي يُلبَسُ رأسَ القارورة: عِفاصًا؛ لأنه كالوعاء لها، وليست بالصِّمام، وإنما «الصِّمام»: الذي يُسَدُّ به فم القارورة؛ من خشبه كانت أو من خرقة مجموعة، و «الوِكاء»: الخيط الذي يشد به العفاص، يقال: «عَفَصْتُها عَفْصًا»: إذا شددتَ العفاص عليها، و «أَعْفَصْتُها إِعْفاصًا»: إذا جعلتَ لها عِفاصًا. «الزاهر» (ص: ٣٦٤) و «الحلية» (ص: ١٥٤).
(٢) أخرجه الشافعي بسنده في «كتاب اختلاف مالك والشافعي» من «الأم» (٧/ ٢٠٩).
(٣) كذا بالإفراد في ز ب س، وهو الجادة، وفي ظ: «نقول» بنون الجمع، ويراد به أهل الفن، لا التعظيم.
(٤) كذا عطف البقر وما ذكر عقيبه من الخيل والبغال والحمير على الإبل، ولم يجر في كلامه ذكرها، وأرجعه إمام الحرمين في «النهاية» (٨/ ٤٤٥) إلى أن المزني اختصر الحديث ولم يورد منه إلا أوله، وذكر الإبل في آخره، قال عبدالله: وقد يتوهم أن المزني هو الذي اختصره، وليس الأمر كذلك، بل الحديث في «الأم» (٨/ ٢٠٩) مختصر كذلك، وتتمته كما أخرجه البخاري (٢٤٢٨) ومسلم (١٧٢٢) من طريق يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد: «ثم قال: كيف ترى في ضالة الغنم؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب، قال يزيد: وهي تعرف أيضا، ثم قال: كيف ترى في ضالة الإبل؟ قال: فقال: دعها، فإن معها حذاءها وسقاءها، ترد الماء وتأكل الشجر، حتى يجدها ربها».
قال أبو منصور في «الزاهر» (ص: ٣٦٥): «أراد بالحذاء أخفافها ومناسمها، وأنها تقوى بها على قطع البلاد الشاسعة، وورود المياه النائية، وأراد بسقائها أنها إذا وردت الماء شربت منه ما يكون فيه ريها لظمئها، وهي من أطول البهائم ظمأ، لكثرة ما تحمل من الماء يوم ورودها».