(٢) الأصل في اللعان أن يكون في النكاح الصحيح؛ لأنه الذي ورد فيه النص، وأما النكاح الفاسد فهو خارج مورد النص، لكن الشافعي حادَ عن النص بعض الحَيْد وأثبت فيه اللعان، لأنه وجَدَ مستمسَكًا قويًّا في الشبه مأخوذًا من مثل مسلكه في إلحاق الشيء بالشيء لكونه في معناه، وأما إثبات اللعان في ملك اليمين .. فإنه نأْيٌ عن النكاح بعيدٌ، والمشهور عن الشافعي الذي يدل له ظاهر نصه هنا عدم اللعان بين الأمة وسيدها، وعن أحمد بن حنبل قال: «ألا تعجبون من أبي عبدالله يقول: يلاعن الرجلُ عن أم ولده؟!»، فمنهم من قال: أراد الشافعيَّ، وأثبت هذا قولًا عنه، فحصل إذًا قولان على رواية أحمد بن حنبل: أظهرهما - لا يلاعن؛ لأن نص القرآن في الزوجات والأزواج، ولا مجال للقياس، ومنهم من قطع به وأوَّلَ روايةَ أحمد وحمله على ما إذا كانت أمة الغير زوجته، ومنهم من قال: أراد مالكًا، فإنه يُكنَّى بعبدالله، ومنعه الروياني؛ لأنه قد روي عنه أنه قال: «ألا تعجبون من الشافعي؟»، والأصح الطريقة الأولى بإثبات القولين. وانظر: «النهاية» (١٥/ ٤٧) و «العزيز» (١٥/ ٦٦٧) و «الروضة» (٨/ ٣٤١).