للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الذَّكاةِ أن يُبِينَ الحُلْقُومَ والمرِيءَ، وإنّما أرِيدَ بفَرْيِ الأوْداجِ أنّها لا تُفْرَى إلّا بعد قَطْعِ الحُلْقُومِ والمرِيءِ (١)، والوَدَجانِ عِرْقانِ قد يُسَلّان مِنْ الإنسانِ والبَهِيمةِ ثُمّ يَحْيَيان.

(٣٤٧١) ومَوْضِعُ النَّحْرِ في الاخْتِيارِ في السُّنَّةِ في اللَّبَّةِ، ومَوْضِعُ الذَّبْحِ في الاختيارِ في السُّنَّةِ أسْفَلُ مَجامِعِ اللَّحْيَيْن، فإن نُحِرَتْ بَقَرَةٌ أو ذُبِحَ بَعِيرٌ .. فجائزٌ، قال عمر وابن عباس: «إنّما (٢) الذَّكاةُ في الحَلْقِ واللَّبَّةِ»، وزاد عُمَرُ: «ولا تُعْجِلُوا الأنْفُسَ أن تُزْهَقَ»، ونَهَى عن النَّخْعِ (٣).

(٣٤٧٢) قال الشافعي: وأحِبُّ أن لا يَذْبَحَ المناسِكَ التي يُتَقَرَّبُ بها إلى الله عز وجل إلّا مُسْلِمٌ، فإن ذَبَحَ مُشْرِكٌ تَحِلُّ ذَبِيحَتُه، أجْزَأ على كَراهِيَتِي لِما وَصَفْتُ، وذَبْحُ مَنْ أطاق الذَّبْحَ مِنْ امْرَأةٍ حائِضٍ وصَبِيٍّ مِنْ المسْلِمِين، أحَبُّ إليّ مِنْ ذَبْحِ النَّصْرانيِّ واليَهُودِيِّ.

(٣٤٧٣) ولا بَأسَ بذَبِيحَةِ الأخْرَسِ (٤).

(٣٤٧٤) وأكْرَهُ ذَبِيحَةَ السَّكْرانِ والمجْنُونِ في حالِ جُنُونِه، ولا يَبِينُ أنّها حَرامٌ (٥).


(١) «الفَرْي»: الشق، يقال: «أفريت الثوب»: إذا شققته، و «أفريت الجلد»: إذا شققته تشقيقًا ليس على وجه الصلاح. «الزاهر» (ص: ٥٢٧).
(٢) كلمة: «إنما» من ظ، ولا وجود لها في ز ب س.
(٣) لا تُعجِلوا الأنفس أن تُزهَقَ، ونهى عن النخع، أراد بـ «الأنفس» ههنا: الأرواح التي بها تكون حركة الحيوان، و «زهوقها»: خروجها من الأبدان وذهابها، يقال: «زَهَقَتْ نَفْسُه، تَزْهَقُ، زُهوقًا»، و «زَهَقَ فلان بين أيدينا، يزهق»: إذا سبقنا، و «زَهَق الدابة»: إذا سمن مثله، وليس في شيء منها: «زَهِقَ»، و «النَّخْعُ»: قطع النخاع، وهو الخيط الأبيض الذي مادته من الدماغ في جوف الفقار كلها إلى عَجْب الذنب، وإنما تُنْخَع الذبيحة إذا أُبِينَ رأسها، فإن ذُبِحت من قفاها فهي: «القَفِينَة». «الزاهر» (ص: ٥٣١).
(٤) كذا في ز ب س، وفي ظ: «من ذبيحة الأخرس».
(٥) في ذبيحة المجنون والسكران وكذلك الصبي غير المميز قولان: أحدهما - الحل، والثاني - المنع، وصحح إمام الحرمين والغزالي وجماعة الثاني، وقطع الشيخ أبو حامد وصاحب «المهذب» بالحل، قال النووي في زياداته على أصل «الروضة» (٣/ ٢٣٨): «الأظهر: الحل». وانظر: «النهاية» (١٨/ ١٧٩) و «العزيز» (٢٠/ ١٧٤).