للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٦١٦) قال: ولا يَبِينُ أن يُؤخَذَ مِنْ الفَثِّ (١) وإنْ كان قُوتًا، ولا مِنْ حَبِّ الحَنْظَل، ولا مِنْ حَبِّ شَجَرَةٍ برِّيَّة؛ كما لا يُؤخَذُ مِنْ بَقَرِ الوَحْشِ ولا مِنْ الظِّبَاء صدقةٌ، ولا مِنْ الثُّفَاء (٢)، ولا الإسْبِيُوش (٣)، ولا مِنْ حُبُوب البُقول، وكذلك القِثَّاء والبِطِّيخ وحَبُّه، ولا مِنْ العُصْفُر، ولا مِنْ حَبِّ الفُجْل، ولا مِنْ السِّمْسِم، ولا مِنْ التُّرْمُس (٤)؛ لأنّي لا أعْلَمُه يُؤكَل إلا دواءً أو تَفَكُّهًا، ولا في الأبْزَار (٥).

(٦١٧) ولا تُؤخَذُ زكاةُ شيءٍ مما يَيْبَسُ حتّى يَيْبَسَ ويُدْرَسَ (٦)،


(١) أخذوا على الشافعي كلمة «الفَثّ» بالفاء، وقد عده الخليل في «كتاب العين» من المهمل، قالوا: وإنما يجب أن يكون بالقاف «القث»، وهو: حب الحنظل، قال البيهقي في «الرد على الانتقاد» (ص: ٥٥): «قد قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة -رحمه الله-: سألت بعض الأعراب عن الفث، فقال: نبت يكون في البادية، له حب مدور، فإذا أصابتهم سنة جدبة حصدوا ذلك النبت، ثم حفروا في الأرض حفيرة وألقوه فيها، فيترك فيها أياما ثم يخرج فيداس أو يدق ويؤكل». قال: «وقال الأزهري في كتابه [«الزاهر» (ص: ٢٤٠)]: (الفث: حب بَرِّيّ ليس مما ينبته الآدميون، فإذا قل لأهل البادية ما يقتاتونه من لبن أو تمر، أخذوا الفَثَّ فطحنوه أو دقوه واختبزوا منه في المجاعات على ما فيه من الخشونة وقلة الخير)». قال البيهقي: «وقرأت في كتاب الحمشاني في الجواب عن هذا قال: لا ينكر أن يكون حرف مستعملا عند الشافعي -رحمه الله-، مهملا عند الخليل، هذا الدريدي والخارزنجي والأزهري وأبو علي الفارسي قد ذكروا جملة من الحروف التي أهملها الخليل فجعلوها غير مهملة، وقد ذكر الشافعي أن الفث قوت، وقد يقتات حب الحنظل».
(٢) «الثُّفَاء»: حب الرشاد، ويؤكل في الاضطرار. «الزاهر» (٢٤١) و «المصباح المنير» (مادة: ثفأ).
(٣) «الإسْبِيُوش» بكسر الهمزة والباء مع سكون السين بينهما، وضم الياء آخر الحروف، وسكون الواو، ثم شين معجمة: بِزْر قَطُونا، وأهل البحرين يسمونه: «حِبُّ الزُّرْقَة». «الزاهر» (٢٤١) و «المصباح المنير» (مادة: أسب).
(٤) «التُّرْمُس»: حب مضلع يدخل في العقاقير والأدوية. «الزاهر» (٢٤٢) و «الحلية» (١٠٥).
(٥) بالزاي في جميع النسخ، ويقال: «الأبذار» بالذال، قال بعضهم: (البذر) في الحبوب كالحنطة والشعير، و (البزر) في الرياحين والبقول، قال الفيومي: «وهذا هو المشهور في الاستعمال»، ونقل عن الخليل: «كل حب يبذر .. فهو بذر وبزر»، وقال ابن دريد: «قولهم: (بزر البقل) خطأ، إنما هو: (بذر)». «المصباح المنير» (مادة: بذر، بزر).
(٦) «يدرس»: يداس وينقى، يقال: «جاء زمن الدِّراس»؛ أي: زمن الدِّياس، و «قد درس الناس حِنَطَهم»؛ أي: داسوها. «الزاهر» (٢٤٢).