للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(١٣٧١) قال الشافعي: قال الله تبارك وتعالى: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم} [النساء: ٦] (١)، قال الشافعي: والبُلوغُ خمسَ عَشْرَةَ سنةً، إلّا أن يَحْتَلِمَ الغلامُ أو تَحِيضَ الجاريةُ قبل ذلك.

(١٣٧٢) وقال الله تبارك وتعالى: {فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل} [البقرة: ٢٨٢] (٢)، فأثْبَتَ الولايةَ على السَّفِيهِ والضعيفِ والذي لا يَسْتَطِيعُ أن يُمِلَّ هو (٣)، وأمَرَ وَلِيَّه بالإملاءِ عنه؛ لأنّه أقامه فيما لا غِنَى به عنه في مالِه مُقامَه، وقيل: الذي لا يَسْتَطِيعُ أن يُمِلَّ يَحْتَمِلُ أن يَكونَ المغلوبَ على عَقْلِه، وهو أشْبَهُ معانيه به، والله أعلم.

(١٣٧٣) وإذْ أمَرَ اللهُ بدَفْعِ أموالِ اليَتامَى إليهم بأمرين .. لم تُدْفَعْ إليهم إلّا بهما، وهما البلوغُ والرُّشْدُ.

(١٣٧٤) قال الشافعي: و «الرشد» والله أعلم: الصلاحُ في الدينِ، حتّى تَكونَ الشهادةُ جائزةً، مع إصلاحِ المال.

(١٣٧٥) وإنّما يُعْرَفُ صَلاحُ الحالِ (٤) بأن يُخْتَبَرَ اليتيمان، والاختبارُ


(١) قوله عز وجل: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} معناه: فإن علمتم منهم رشدًا؛ أي: صلاحًا في أمر دنياه ودينه، وأصل الإيناس: الإبصار، فوضع موضع العلم؛ كما وضعت الرؤية موضع الإبصار، وأصل الإيناس من إنسان العين، وهي الحدقة التي يبصر بها. «الزاهر» (ص: ٣٢٧).
(٢) «السفيه»: القليل العقل، الضعيف التمييز، و «الضعيف»: العَيِيّ الذي يَعجِز عن الإملاء لضعف بيانه، والعرب تقول للذي لا بصر له: «ضعيف»، وللذي لا نطق له: «ضعيف»، وللذي لا عقل له: «ضعيف». «الزاهر» (ص: ٣٢٨).
(٣) كلمة «هو» من ب س، وسقط من ز، وسقط من ظ من قوله في الآية: «أو لا يستطيع أن يمل … » إلى هذا الموضع.
(٤) كذا في ظ ز س، وفي ب: «إصلاح المال».