للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن سلَّم ذميٌّ لزم ردُّه فيقال: وعليكم، وإن شمَّتَه كافرٌ أجابه. . . . . .

ــ

انتهى؛ أيْ: صيغة رُدَّ علي سلامي، أو استرجعت سلامي.

وعُلم منه أيضًا أنه ليس مطلوبًا من الذمي صيغة تفيد أنه ردَّ عليه سلامه، بل الغرض ما ذكره من إظهار الوحشة، وعدم الألفة بينهما، لكن ما رواه أصحابنا (١) عن ابن عمر أنه مرَّ على رجل فسلَّم عليه فقيل: إنه كافر، فقال: (رُدَّ علي ما سلمت عليك)، فردَّ عليه فقال: "أكثر اللَّه مالك، وولدك"، ثم التفت إلى أصحابه فقال: "أكثر للجزية" (٢) يدل على طلب صيغة من الكافر، إلا أن يقال: إن (٣) هذا بحسب ما اتفق، لا على وجه اللزوم.

* قوله: (وإن سلم ذمي)؛ أيْ: على مسلم.

* قوله: (فيقال وعليكم) بالواو، ويجوز بلا واو، لكن بها أولى.

* قوله: (وإن شمته كافر أجابه) انظر هل هي واجبة كردِّ السلام، أو مستحبة،


(١) انظر: المغني (١٣/ ٢٥٢)، شرح المصنف (٣/ ٧٧٨).
(٢) أخرجه البخاري في الأدب المفرد مختصرًا، باب: إذا سلَّم على النصراني ولم يعرفه ص (٣٧٠) رقم (١١١٨).
وله شاهد عن عقبة بن عامر الجهني أنه مرَّ برجل هيئته هيئة رجل مسلم، فسلَّم، فردَّ عليه عقبة وعليك ورحمة اللَّه وبركاته، فقال له الغلام: أتدري على من رددت؟ قال: أليس برجل مسلم؟ فقالوا: لا، ولكنه نصراني، فقام عقبة فتبعه حتى أدركه، فقال: إن رحمة اللَّه وبركاته على المؤمنين، لكن أطال اللَّه حياتك، وأكثر مالك". أخرجه البخاري في الأدب المفرد، باب: كيف يدعو للذمي ص (٣٦٩) رقم (١١١٥).
والبيهقي في كتاب: الجزية، باب: من يُشترط عليهم أن يفرقوا بين هياتهم وهيئة المسلمين (٩/ ٢٠٣)، وقال: "وروينا عن ابن عمر معناه في الابتداء بالسلام".
قال الألباني في إرواء الغليل (٥/ ١١٥): "وهذا إسناد حسن".
(٣) سقط من: "أ".

<<  <  ج: ص:  >  >>