للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ووُجد أثرها به قُضي له، ومن طرد دابة من مزرعته، لم يضمن ما أفسدته، إلا أن يُدخلها مزرعة غيره، فإن اتصلت المزارع صبرَ ليرجع على ربها.

ولو قدر أن يُخرجها -وله مُنْصرَفُ غير المزارع- فتركها فهدر، كحطب على دابة خرق ثوب بصير عاقل يجد منحرفًا، وكذا لو كان مستدبرًا، فصاح به مُنَبِّهًا له، وإلا ضمن.

* * *

ــ

اسم "لا" والخبر محذوف؛ أيْ: ولا غيرها موجود، والرفع على أنها الخبر، والاسم محذوف؛ أيْ: ولا موجود غيرها، وتركيب "لا" مع "غير"، جائز خلافًا لابن هشام في بعض تآليفه (١) (٢) وهو محجوج بما أثبته هو وغيره من الوارد عن العرب في شعرهم (٣) ومنه قوله:

جَوابًا به تَنْجو اعْتَمِدْ فوَربَّنا ... لَعَنْ عَمَلٍ أسْلَفْتَ لا غَيْرُ تُسْأَلُ (٤)

* قوله: (لم يضمن ما أفسدته) ظاهره ولو مع نخس أو تنفير.

* قوله: (إلا أن يدخلها مزرعة غيره) ظاهره ولو كانت مزرعة ربها.


(١) في "أ": "تعاليقه" وأشار في هامش "ج" إلى نسخة "تعاليقه".
(٢) مغني اللبيب (١/ ١٥٧).
(٣) انظر: القاموس المحيط ص (٥٨٢) مادة (غير)، حاشية الأمير على مغني اللبيب (١/ ١٣٦).
قال صاحب القاموس: "قيل: وقولهم (لا غير) لحن، وهو غير جيد؛ لأنه مسموح في قول الشاعر: جوابًا به تنجو. . . إلخ".
(٤) لم أجد قائله. وانظر: شرح التسهيل (٣/ ٢٠٩)، القاموس المحيط ص (٥٨٢) مادة (غير)، التصريح (٢/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>