للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

هذا يا رسول اللَّه؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا (١).

* تنبيه: قال ابن رجب (٢) في أهوال يوم القيامة (٣): "وقد ذكر بعضهم السر في تخصيص البول، والنميمة، والغيبة -يعني: المذكورة في بعض طرق الحديث- بعذاب القبر، وهو أن القبر أول منازل الآخرة، وفيه أنموذج ما يقع في يوم القيامة، من العقاب، والثواب (٤)، والمعاصي التي يعاقب عليها يوم القيامة نوعان: حق للَّه -تعالى-، وحق لعباده، وأول ما يقضى يوم القيامة من حقوق اللَّه الصلاة، ومن حقوق العباد الدماء، وأما البرزخ فيقضى فيه من مقدمات هذَين الحقَّين ووسائلهما، فمقدمة الصلاة الطهارة من الحدث، والخبث، ومقدمة الدماء النميمة، والوقيعة في الأعراض، وهما أيسر أنواع الأذى، فيبدأ في البرزخ بالمحاسبة والعقاب عليهما"، انتهى.


(١) أخرجه البخاري في كتاب: الوضوء، باب: من الكبائر أن لا يستتر من بوله (١/ ٣١٧) رقم (٢١٦)، ومسلم في كتاب: الطهارة، باب: الدليل على نجاسة البول، ووجوب الاستبراء منه (١/ ٢٤٠) رقم (٣٩٢).
(٢) هو: عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسين البغدادي، ثم الدمشقي، جمال الدين أبو الفرج، ولد ببغداد سنة (٧٠٦ هـ)، كان حافظًا، محدثًا، فقيهًا، صالحًا، عابدًا، زاهدًا، عارفًا بآثار السلف وأحوالهم، اجتمعت الفرق عليه، ومالت القلوب بالمحبة إليه، له مصنفات كثيرة منها: "شرح البخاري"، و"القواعد الفقهية"، و"جامع العلوم والحكم"، و"الذيل على طبقات الحنابلة"، مات بدمشق سنة (٧٩٥ هـ).
انظر: المقصد الأرشد (٢/ ٨١)، المنهج الأحمد (٥/ ١٦٨)، السحب الوابلة (٢/ ٤٧٤).
(٣) ص (٨٩)، واسمه: أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور.
(٤) سقط من: "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>