للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو آخرًا، أو قال لأمتِه: "أول ولدٍ تَلِدِينَه حرٌّ"، فولدتْ حيَّين معًا: عَتَق واحدٌ بقرعة (١)، و: "آخرُ ولدٍ تَلِدينهَ حرٌّ"، فولدت حيًّا ثم ميتًا: لم يَعتِق الأول (٢)، وإن ولدتْ ميتًا ثم حيًّا: عَتَق الثاني، وإن ولدت توأمَين، فأشكَل الآخِرُ. . . . . .

ــ

* قوله: (فأشكل الآخِر) هذا ظاهر فيما إذا أَوْلَدَ امرأتَين (٣) ولم يعلم المتأخر أو علم ثم نسي، أما إذا ولدتهما معًا وكانا حيَّين أو أحدهما فقط حي، فهل يخرج أحدهما أيضًا بقرعة نظرًا إلى تشوف الشارع للعتق أو لا يقع العتق فلا يقرع، فليحرر!.

ومقتضى ما قبله من قوله: (أول ولد تلدينه (٤) حُرُّ) فولدت حيَّين معًا أنه يخرج هنا أيضًا أحدهما بقرعة.


= ولقد شرح النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هذه الأسماء شرحًا يغني عن قول كل قائل فقال -صلوات اللَّه وسلامه عليه-: "اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء؛ اقض عنا الدين وأغننا من الفقر".
أخرجه مسلم، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار. (٢٧١٣) (١٧/ ٣٥).
وبذلك يتضح أن معنى الأول: أنه -سبحانه- السابق على جميع الموجودات فهو قبل كل شيء بلا ابتداء، ومعنى الآخر: أنه -سبحانه- الباقي بعد فنائها بلا انتهاء.
راجع: تفسير البغوي معالم التنزيل (٨/ ٣١)، والتفسير الكبير أو مفاتح الغيب للإمام فخر الدين الرازي (٢٩/ ١٨٢)، والجامع لأحكام القرآن لأبي عبد اللَّه القرطبي (١٧/ ٢٣٦)، وروح المعاني للآلوسي (٢٧/ ١٦٥).
(١) الفروع (٥/ ٦٦)، والإنصاف (٧/ ٤١٩).
(٢) والرواية الثانية: يعتق الأول. المحرر (٢/ ٦)، والفروع (٥/ ٦٧)، وانظر: المقنع (٤/ ٤٨٠) مع الممتع.
(٣) في "ب" و"د": "ولد تبين" بدل قوله: "أولد امرأتَين".
(٤) في "د": "تلدنيه".

<<  <  ج: ص:  >  >>