للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

-تعالى-: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [النساء: ١٢٩] (١)، إذا حصل بها الإعفاف، وأراد أحمد أن يتزوج أو يتسرى فقال: يكون لهما لحم، يريد كونهما سمينتَين (٢)، كما قال ابن عبد البر (٣): كان يقال: لو قيل للشحم (٤): أين تذهب لقال: أُقوم الأعوج، وكان يقال: من تزوج [امرأة] (٥) فليستجدْ (٦) شعرها؛ فإن الشعر وجه، فتخيروا أحد الوجهَين (٧)، وكان يُقال: النساء لُعب، فينبغي


(١) وتتمة الآية: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}.
(٢) وهذا القول هو الراجح عند كثر الأصحاب، والقول الثاني: عكسه، قال في تصحيح الفروع: (قلت: وهو الصواب إن كان قادرًا على كلفة ذلك مع توقان النفس إليه ولم يترتب عليه مفسدة أعظم من فعله).
الفروع، وتصحيح الفروع مع الفروع (٥/ ١٠٦ - ١٠٧).
(٣) هو: الإمام العلَّامة، حافظ المغرب، شيخ الإصلام، أبو عمر، يوسف بن عبد اللَّه بن محمد ابن عبد البر بن عاصم النمري، الأندلسي، القرطبي، المالكي، صاحب التصانيف الفائقة.
مولده: في سنة ثمان وستين وثلاثمئة في شهر ربيع الآخر، وقيل: في جمادى الأولى، فاختلفت الروايات في الشهر نفسه، وكانت وفاته ليلة الجمعة آخر ربيع الآخر، سنة ثلاث وستين وأربعمئة، واستكمل خمسًا وتسعين سنة وخمسة أيام.
له كتاب "الكافي في مذهب مالك"، و"الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو"، و"الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي"، و"البيان في تلاوة القرآن"، و"التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد".
سير أعلام النبلاء (١٢/ ١٥٣ - ١٦٣)، وجذوة المقتبس (٣٦٧ - ٣٦٩).
(٤) في "ب" و"ج" و"د": "الشحم".
(٥) ما بين المعكوفتَين ساقط من: "ب" و"ج" و"د".
(٦) في "أ": "فلتستجد".
(٧) وممن نقل ذلك شمس الدين ابن مفلح في الفروع (٥/ ١٠٧)، والبهوتي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>