للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان مَلَك أحدُ الزوجَين. . . . . .

ــ

* قوله: (وإن ملك أحد الزوجَين) قيل: إن جعفر البرمكي (١) اشترى جارية كانت طِلبة هارون الرشيد (٢)، فقال له: يا جعفر، بِعها أو هبها لي: فقال جعفر: زوجتي طالق ثلاثًا إن بعتها أو وهبتها، فقال الرشيد: زبيدة (٣) طالق


(١) هو: الوزير الملك، أبو الفضل جعفر بن الوزير الكبير، أبي علي يحيى بن الوزير خالد بن برمك الفارسي. كان من رجال العالم، توصل إلى أعلى المراتب في دولة أبي جعفر، ثم كان ابنه يحيى كامل السؤدد، جليل المقدار بحيث إن المهدي ضم إليه ولده الرشيد فأحسن تربيته وأدَّبه، فلما أفضت الخلافة إلى الرشيد رَدَّ إلى يحيى مقاليد الأمور ورفع محله، وكان يخاطبه: يا أبي، فكان من أعظم الوزراء، ونشأ له أولاد صاروا ملوكًا ولا سيما جعفر، فقد بقي في الارتقاء في المناصب والرتب حتى شرك الخليفة في أمواله ولذاته وتصرفه في الممالك، ثم انقلب الدست في يوم فقتل وسجن أبواه وإخوته إلى الممات؛ فقد مات أبوه يحيى مسجونًا بالرَّقة سنة تسعين ومئة عن سبعين سنة.
وقد كان جعفر من ملَّاح زمانه، كان وسيمًا، أبيض، جَميلًا، فصيحًا، مفوَّهًا، أديبًا عذب العبارة، حاتمي السخاء وكان لعابًا غارقًا في لذات دنياه، وَليَ نيابة دمشق فكان يستخلف عليها ويلازم هارون، وكان يقول: إذا أقبلت الدنيا عليك فأعط فإنها لا تفنى وإذا أدبرت فاعط فإنها لا تبقى، وكان مقتله أول صفر سنة سبع وثمانين ومئة.
سير أعلام النبلاء (٩/ ٥٩ - ٧١)، والبداية والنهاية (١٠/ ١٨٩ و ١٩٤).
(٢) هو: هارون بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن العباس، العباسي، أبو جعفر، الملقب بهارون الرشيد (خاص خلفاء الدولة العباسية)، ولد سنة ١٤٩ هـ، وتوفي سنة ١٩٣ هـ، يقول عنه الذهبي: (كان من أنبل الخلفاء، وأحشم الملوك، ذا حج وجهاد، وحزم وشجاعة، ورأي، قيل إنه كان يصلي في خلافته في كل يوم مئة ركعة إلى أن مات، ويتصدق بألف، وكان يحب العلماء، ويعظم حرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام، ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه ولا سيما إذا وُعِظَ).
سير أعلام النبلاء للذهبي (٩/ ٢٨٦ - ٢٩٥)، وتاريخ الطبري (٨/ ٢٣٠).
(٣) هي: زبيدة بنت جعفر بن المنصور، هاشمية، عباسية، ابنة عم هارون الرشيد، تزوجته =

<<  <  ج: ص:  >  >>