للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو بكَفالةٍ على أنِّى بالخيار"، لزمه (١).

ــ

قال شارحه: وذكر القاضي: أنه يقبل، قال (٢): وحكاه (٣) ابنُ هُبيرة (٤) عن أحمد، وذكر أنه احتج في ذلك بمذهب ابنِ مسعود. انتهى.

فعلمت أن هذه المسألة هي الآتية في كلامه في قوله: "وإن وصَلَه بقوله:


(١) والوجه الثاني: لا يلزمه. المحرر (٢/ ٤٢٩)، وانظر: المقنع (٦/ ٤١٣) مع الممتع، والفروع (٦/ ٥٣٥ - ٥٣٦)، وكشاف القناع (٩/ ٣٣٥٤).
(٢) في "ج" و"د": "وقال".
(٣) في "ج" و"د": "حكاه".
(٤) قال ابن هبيرة في الإفصاح (٢/ ٢٠): (فقال أبو حنيفة، ومالك: تسقط الصلة، ويلزمه ما أقر به، وقال أحمد: القولُ قولُه في الكل، فلا يلزمه شيء، محتجًا بمذهب ابن مسعود. . .).
وابن هبيرة هو: الوزير الكامل، الإمام العالم العادل، عون الدين يمين الخلافة، أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعيد بن الحسن بن جهم الشيباني الدوري العراقي الحنبلي، صاحب التصانيف، مولده بقرية بني أوقر من الدُّور أحدِ أعمال العراق سنة ٤٩٩ هـ.
ودخل بغداد في صباه، وطلب العلم، وجالس الفقهاء، وسمع الحديث، وتلا بالسبع، وشارك في علوم الإسلام، ومهر في اللغة، وكان يعرف المذهبَ والعربيةَ والعروضَ، سلفيًا أثريًا. كان قد أمَّضهُ الفقر، فتعرض للكتابة، وتقدم وترقى، وصار مشرف الخزانة، ثم ولي ديوان الزِّمام للمقتفي لأمر اللَّه، ثم وَزَر سنة ٥٤٤ هـ، واستمر من بعده، ووزر لابنه المستنجد. كان دَيِّنًا خَيِّرًا، متعبدًا عاقلًا، وقورًا متواضعًا، جزلَ الرأي، بارًا بالعلماء، مكبًا -مع أعباء الوزارة- على العلم وتدوينه، كبير الشأن، كثير الإنفاق، حتى إنه كان يقول: ما وجبت عليَّ زكاةٌ قط، وكان تمرُّ السنة وعليه ديون.
وفي ليلة ثلاث عشرة جمادى الأولى سنة ٥٦٠ هـ استيقظ، فقاء، فحضر طبيبه ابن رشادة، فسقاه شيئًا، فيقال: إنه سمَّه، فمات. وسُقِيَ الطبيب بعده بنصف سنة سمًا، فكان يقول: سَقيتُ فسُقِيت، فمات. وحضر جنازته خلق كثير، وَرَثته الشعراء، وبكاه الناس لما كان يفعله من البر والعدل. سير أعلام النبلاء (٢٠/ ٤٢٦ - ٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>