للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحرم بِنَوْء (١) كذا، ويباحُ في نَوْء كذا، ولا بالتعريف عشية عرفة بالأمصار.

ــ

* قوله: (ويحرم بنَوء كذا) لعل المراد: أنه يحرم أن يقال ذلك بقصد نسبة (٢) الفعل إلى اللَّه بسبب النجم، وإلا فيمكن حمل الباء على الظرفية، بناءً على أن حروف الجر تتعاوض، كما هو المذهب الكوفي (٣)، فيوافق معنى مطرنا في نوء كذا.

وأما نسبة الفعل إلى النجم فكفر إجماعًا (٤)، كما صرح به المص في شرحه (٥)، فراجعه إن شئت.

* قوله: (ولا بالتعريف عشية عرفة بالأمصار) قال الشيخ تقي الدين (٦) بعد كلام طويل: "فأما قصد الرجل مسجد بلده يوم عرفة للدعاء والذكر، فهذا هو التعريف في الأمصار، الذي اختلف العلماء فيه، ففعله ابن عباس، وعمرو بن حريث (٧) من الصحابة، وطائفة من البصريين، والمدنيين، ورخص فيه


(١) النَّوْءِ: واحد الأنواء، وهي ثمانٍ وعشرون منزلة للقمر، قال اللَّه -تعالى-: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} [يس: ٣٩] ويسقط في المغرب كلَّ ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر، وتطلع أخرى تقابلها في ذلك الوقت في المشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة، فكانت العرب تزعم أنه مع سقوط المنزلة وطلوع نظيرها يكون مطر، وينسبونه إليها، فيقولون: مطرنا بِنَوْء كذا وسمي نوءًا؛ لأنه إذا سقط الساقط بالمغرب، ناء الطالع بالمشرق؛ أيْ: نهض وطلع. انظر: حاشية العنقري (١/ ٦٨٤)، مختار الصحاح ص (٦٨٣) مادة (نوء).
(٢) في "ج" و"د": "نيَّة".
(٣) انظر: مغني اللبيب (١/ ١١١).
(٤) انظر: فتح الباري (٢/ ٥٢٤)، الفروع (٢/ ١٦٣).
(٥) شرح المصنف (٢/ ٣٧٢).
(٦) اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٦٤٣ - ٦٤٥).
(٧) هو: الصحابي الجليل، عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان القرشي، المخزومي، ولد =

<<  <  ج: ص:  >  >>