للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولا بقرةً، ولو قال: عشر أيْنُقٍ أو عشْرَ بقراتٍ .. لم يَكُنْ لهم أن يُعْطُوه ذكرًا، ولو قال: عشرةَ أجْمالٍ أو أثوارٍ .. لم يَكُنْ لهم أن يُعْطُوه أنثى، فإن قال: عشرةً مِنْ إبلي .. أعْطَوْه ما شاؤوا.

(١٨٣٦) فإن قال: أعْطُوه دابَّةً مِنْ مالي .. فمِن الخيلِ أو البغالِ أو الحميرِ، ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا، أعجفَ أو سَمِينًا.

(١٨٣٧) ولو قال: أعْطُوه كلبًا مِنْ كلابي .. أعطاه الوارثُ أيَّها شاء.

(١٨٣٨) ولو قال: طَبْلًا مِنْ طُبولي، وله طبلان: للحرب وللهو .. أعْطَوْه أيَّهما شاؤوا، فإن لم يَصْلُح الذي للهو إلّا للضَّرْبِ .. لم يَكُنْ لهم أن يُعْطُوه إلّا الذي للحرب.

(١٨٣٩) ولو قال: عُودًا مِنْ عِيداني، وله عيدانٌ يُضْرَبُ بها، وعِيدانُ قِسِيٍّ وعِصِيٍّ .. فالعُودُ الذي يُواجَه به المكلَّم هو الذي يُضْرَبُ به، فإنْ صَلَحَ لغيرِ الضَّرْبِ .. جاز بلا وَتَرٍ، وكذلك المزاميرُ.

(١٨٤٠) ولو قال: عُودًا مِنْ القِسِيِّ .. لم يُعْطَ قَوْسَ نَدَّافٍ ولا جُلاهِقٍ، وأعْطِيَ مَعْمُولَةً؛ أي: قوسَ نَبْلٍ، أو نُشّابٍ، أو حُسْبانٍ (١).


(١) «قوس النَّدّاف»: القوس الذي يطرق به القطن فيندف، و «الجُلاهِق»: التي يرمى عنها الطير بالطين المدوَّر، و «قوس النبل» هي العربية، و «قوس النشاب» هي الفارسية، و «النُّشّاب»: السهم الذي يرمى به عن القِسِيّ الفارسية، و «النِّبال»: التي يرمى بها عن العربية، و «الحُسْبان»: مرامٍ صغار، لها نصال دقاق، يرمي بها الرجل في جوف قصبة، ينزع في القوس ثم يرمي بعشرين منها فلا تمر بشيء إلا عقرته من صاحب سلاح أو غيره، وقوسها فارسية صلبة، فإذا نزع في القصبة خرجت الحسبان كأنها غَبْيَةُ مطر، فتفرقت في الناس، واحدتها: حُسْبانة، ومنه قول الله عز وجل: {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} [الكهف: ٤٠]، شبه الله ما أرسل من عذابه على تلك الجنة بهذه المرامي. «الزاهر» (ص: ٣٧٥ و ٥٤٤) و «تهذيب اللغة» (مادة: ندف).