للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أو غَنِمَ العسكرُ ولم تَغْنَمْ واحدةٌ منهما .. شَرَكُوهم؛ لأنّهم جيشٌ واحدٌ، وكُلُّهم رِدْءٌ لصاحبِه (١)، قد مَضَتْ خيلُ المسلمِين فغَنِمَتْ بأوْطاسٍ غنائمَ كثيرةً، وأكْثَرُ العسكرِ بحُنَيْنٍ، فشَرَكُوهم، وهم مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكنْ لو كان قومٌ مُقِيمِين ببلادِهم، فخَرَجَتْ منهم طائفةٌ فغَنِمُوا .. لم يَشْرَكُوهم، وإنْ كانوا منهم قريبًا؛ لأنّ السَّرايا كانتْ تَخْرُجُ مِنْ المدينةِ فتَغْنَمُ فلا يَشْرَكُهم أهلُ المدينة (٢)، ولو أنّ إمامًا بَعَثَ جَيْشَيْن على كُلِّ واحدٍ منهما قائدٌ، وأمَرَ كُلَّ واحدٍ منهما أن يَتَوَجَّهَ ناحيةً غيرَ ناحيةِ صاحبِه مِنْ بلادِ عَدُوِّهم، فغَنِمَ أحَدُ الجيشَيْن .. لم يَشْرَكْهُم الآخَرُون، فإن اجْتَمَعُوا فغَنِمُوا مُجْتَمِعِين فهم كجيشٍ واحدٍ.


(١) أي: عون له، و «قد أردأته»؛ أي: أَعَنْتُه، قال الله عز وجل: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} [القصص: ٣٤]؛ أي: عونًا. «الزاهر» (ص: ٣٨٦).
(٢) «السرية» فعلية بمعنى فاعلة، يقال: سرى الرجل بالليل وأسرى» لغتان، سُمِّيت بذلك؛ لأنها تستخفي في قصدها فتسري ليلًا في الغالب، والسُّرَى لا يكون إلا بالليل. «الزاهر» (ص: ٣٨٧) و «الحلية» (ص: ١٦١).