للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الهزيمةَ كانتْ في أصحابِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يومَ حُنَيْنٍ أوَّلَ النهارِ، فقال له رجلٌ: غُلِبَتْ هَوَازنُ، أو: قُتِلَ محمدٌ، فقال صفوانُ: «بفِيكَ الحجَرُ، فوالله لرَبٌّ مِنْ قريشٍ أحَبُّ إليَّ مِنْ رَبٍّ مِنْ هَوَازنَ»، وأسْلَمَ قومُه مِنْ قريشٍ، وكان كأنّه لا يَشُكُّ في إسلامِه، والله أعلم.

فإذا كان مثلُ هذا رَأيْتُ أن يُعْطَى مِنْ سهمِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أحَبُّ إليَّ؛ للاقتداءِ بأمرِه -صلى الله عليه وسلم-، ولو قال قائلٌ: كان هذا السهمُ لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان له أن يَضَعَ سهمَه حيثُ رَأى، فقد فَعَلَ هذا مرَّةً وأعْطَى مِنْ سهمِه بخيبرَ رجالًا مِنْ المهاجرين والأنصار؛ لأنّه مالُه يَضَعُه حيث رَأى، فلا يُعْطَى أحَدٌ اليومَ على هذا المعنى مِنْ الغنيمة، ولم يَبْلُغْنا أنّ أحَدًا مِنْ خلفائه أعْطَى أحَدًا بعده، وليس للمؤلَّفَةِ [في قَسْمِ الغنيمةِ سهمٌ مع أهلِ السُّهْمانِ .. كان مذهبًا، والله أعلم.

قال الشافعي: وللمؤلَّفَةِ (١) قلوبُهم في قَسْمِ الصّدقاتِ سهمٌ، والذي أحْفَظُ فيه مِنْ مُتَقَدِّمِ الخبرِ: أنّ عديَّ بنَ حاتمٍ جاء أبا بكر الصديق أحْسِبُه بثلاثمائةٍ مِنْ الإبِلِ مِنْ صدقاتِ قَوْمِه، فأعْطاه أبو بكرٍ منها ثلاثين بَعِيرًا، وأمَرَه أن يَلْحَقَ بخالدِ بنِ الوليدِ بمَن أطاعَه مِنْ قومِه، فجاءه بزُهاءِ ألفِ رجلٍ وأبْلَى بلاءً حسنًا، والذي يَكادُ يَعْرِفُ القلبُ بالاستدلالِ بالأخبارِ أنّه أعْطاه إيّاها مِنْ سَهْمِ المؤلَّفَةِ، فإمّا زاده ترغيبًا فيما صَنَعَ، وإمّا ليَتألَّفَ بها غيرَه مِنْ قومِه ممّن لا يَثِقُ منه بمثلِ ما يَثِقُ به مِنْ عديِّ بنِ حاتمٍ، قال: فأرَى أن يُعْطَى مِنْ سهمِ المؤلَّفَةِ قلوبُهم في مثلِ هذا المعنى، إنْ نَزَلَتْ نازِلَةٌ


(١) ما بين المعقوفتين من ز ب س، وسقط من ظ.