للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخْرَى .. فأحَبُّ إليَّ لو قَسَمَها على النَّسَبِ إذا اسْتَوَت الحالان، وإن اخْتَلَفَت الحالان .. فالجِوارُ أوْلَى مِنْ النَّسَبِ، فإنْ قال مَنْ تَصَدَّقَ: إنّ لنا فُقَراءَ على غيرِ هذا الماءِ، وهم كما وَصَفْتُ يخْتَلِطُون في النُّجْعَةِ .. قُسِمَ بين الغائبِ والحاضرِ، ولو كانُوا بالطَّرَفِ مِنْ باديتِهم (١)، وكانُوا ألْزَمَ له .. قُسِمَ بينهم وكان كالدّارِ لهم، وهذا إذا كانُوا مَعًا أهلَ نُجْعَةٍ لا دارَ لهم يَقِرُّون بها، فأمّا إنْ كانتْ لهم دارٌ يَكُونون لها ألْزَمَ .. فإنّي أقْسِمُها على الجِوارِ بالدّارِ.

وقال في الجديد: إذا اسْتَوَى في القُرْبِ أهلُ نَسَبِهم وعِدًى (٢) .. قَسَمْتُ على أهلِ نَسَبِهم دُون العِدَى، وإنْ كان العِدَى أقْرَبَ بهم دارًا، وكان أهْلُ نَسَبِهم منهم على سَفَرٍ تُقْصَرُ فيه الصلاة .. قَسَمْتُ على العِدَى إذا كان دون ما تُقْصَرُ فيه الصلاةُ؛ لأنّهم أوْلى باسمِ حَضْرَتِهم، وإن كان أهْلُ نَسَبِهم دون ما تُقْصَرُ فيه الصلاةُ، والعِدَى أقْرَبُ منهم .. قَسَمْتُ على أهْلِ نَسَبِهم؛ لأنّهم بالباديةِ غيرُ خارجين مِنْ اسْمِ الجِوارِ، وكذلك هم في المتْعَةِ حاضِرُو المسجدِ الحرامِ.

(١٩٨٤) وإذا وَلِيَ الرجلُ إخْراجَ زكاةِ مالِه .. قَسَمَها على قَرابَتِه وجِيرانِه مَعًا، فإنْ ضاقَتْ فآثَرَ قَرابَتَه .. فحَسَنٌ.

(١٩٨٥) وأحَبُّ إليَّ أن لا يُوَلِّيَها غَيرَه؛ لأنّه المحاسَبُ بها والمسؤولُ عنها، وأنّه على يقينٍ مِنْ نَفْسِه وفي شَكٍّ مِنْ فِعْلِ غيرِه.


(١) أراد بالطرف من باديتهم: أقصى ناحية منها، وجمع الطرف: أطراف. «الزاهر» (ص: ٤٠٢).
(٢) «العدى»: هم الذين لا قرابة بينهم وبين هؤلاء الذين جاوروهم، وأهل نسبهم ذوو القرابات. «الزاهر» (ص: ٤٠٢).