(٢) قال أبو منصور في «الزاهر» (ص: ٤٠٢): «النُّجعة: المذهب في طلب الكلأ، وإذا نزلت البوادي على أعداد المياه فهم حاضرة، ومنازلهم: محاضرهم، فإذا احتملوا عن المحاضر وتتبعوا مساقط الغيث في البادية فهم منتجعون وناجعون، ومنازلهم التي في النجعة: مناجعهم، ومقام أهل البادية على أعداد المياه والمحاضر أقل السنة، وإنما يقيمون علهيا شهور القيظ، وأكثرها أربعه أشهر ثم يبدون منتوين المناجع، يشربون الكرع من الغدران والرُّحْلان، و «الكرع»: ماء السماء، وإذا أبطأ عليهم الغيث ارتووا من أعداد المياه لشفاههم وخيلهم وأوردوا إبلهم ما بين الخمس والعشر، وهذا لأصحاب النعم، فإن كانوا شاوِيِّين فمقامهم أكثر السنة على الماء العد، فإذا كثرت الأمطار وامتلأت التَّناهي وأمرعت البلاد بَدَوْا حينئذٍ، وذلك لأنهم لا روايا لهم يرتوون بها فيتهيأ لهم المقام في المناجع البعيدة عن الماء، وتعجز شاؤهم عن ورود الماء البعيد، ألا ترى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كيف خص الإبل بأن معها حذاءَها وسقاءَها؟ فتَبَدِّي الشاويِّين أقلَّ السنةِ ومحضر، النَّعَمِيِّين الماءَ أقلَّ السنة لما أعلمتك». وفي ظ: «العجر» بدل «النجعة».