للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٢٦٧٥) قال الشافعي: وإنّما الإحْدادُ في البَدَنِ، وتَرْكِ زِينَةِ البَدَنِ، وهو أن تُدْخِلَ على البَدَنِ شَيْئًا (١) مِنْ غَيْرِه بزينةٍ أو طِيبٍ، يَظْهَرُ عليها، فيَدْعُو إلى شَهْوَتِها.

(٢٦٧٦) فمِن ذلك الدُّهْنُ كُلُّه في الرّأسِ، وذلك أنّ كُلَّ الأدْهانِ في تَرْجِيلِ الشَّعْرِ وإذْهابِ الشَّعْثِ سَواءٌ، وهكذا المحْرِمُ يَفْتَدِي بأن يَدْهُنَ رأسَه ولحْيَتَه بزَيْتٍ لِما وَصَفْتُ، وأمّا بَدَنُها .. فلا بأسَ، إلّا الطِّيبَ؛ كما لا يَكُونُ بذلك بأسٌ للمُحْرِمِ، وإنْ خالَفَت المحْرِمَ في بَعْضِ أمْرِها.

(٢٦٧٧) وكُلُّ كُحْلٍ كان زِينَةً فلا خَيْرَ فيه لها، فأمّا الفارِسِيُّ وما أشْبَهَه إذا احْتاجَتْ إليه فلا بأسَ به؛ لأنّه ليس بزِينَةٍ، بل يَزِيدُ العَيْنَ مَرَهًا وقُبْحًا (٢).

(٢٦٧٨) وما اضْطُرَّتْ إليه ممّا فيه زينةٌ مِنْ الكُحْلِ اكْتَحَلَتْ به لَيْلًا وتَمْسَحُه نَهارًا، وكذلك الدِّمامُ (٣)، دَخَلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على أمِّ سَلمَةَ وهي حادٌّ على أبي سَلمَةَ، فقال: «ما هذا يا أمَّ سَلمَةَ؟»، فقالَتْ: إنّما هو صَبِرٌ، فقال النبي -عليه السلام-: «اجْعَلِيه باللَّيْلِ، وامْسَحِيه بالنَّهارِ»، قال الشافعي: الصَّبِرُ يُصَفِّرُ فيَكُونُ زينةً، وليس بطِيبٍ، فأذِنَ لها فيه بالليلِ حيثُ لا يُرَى، وتَمْسَحُه بالنهارِ حيثُ يُرَى، وكذلك ما أشْبَهَه.

(٢٦٧٩) قال: وفي الثِّيابِ زِينَتانِ: إحداهما جَمالُ الثِّيابِ على اللَّابِسِين، ولسَتْرِ العَوْرَةِ، قال اللهُ عز وجل: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} [الأعراف: ٣١]، والثِّيابُ زِينَةٌ لمَن لَبِسَها، فإذا أفْرَدَت العَرَبُ التَّزَيُّنَ على


(١) كذا في ظ س، وفي ز ب: «أن يدخل على البدن شيءٌ».
(٢) «المَرَه»: خلو العين من الكحل، وذلك أن الكحل الفارسي أبيض لا زينة فيه.
(٣) يقال للمرأة إذا طَلَتْ حول عينها بصَبِر أو زعفران: «قد دَمَّتْ عينها تَدُمُّها دَمًّا»، وكذلك إذا طَلَتْ غير موضع العين، و «الدِّمام» بالكسر: ما يطلى به الوجه للتحسين. «الزاهر» (ص: ٤٦٤) و «المصباح» (مادة: دم) و «العزيز» للرافعي (١٦/ ٢٣٥).