للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فإذا خَزَقَ منه شَيْئًا قَلَّ أو كَثُرَ ببَعْضِ السَّهْمِ سُمِّيَ: خاسِقًا؛ لأنّ الخَسْقَ الثَّقْبُ، وهذا قد ثَقَبَ وإنْ خَرَمَ (١).

(٣٥٢٧) وإذا وَقَعَ في خَرْقٍ وثَبَتَ في الهدَفِ كان خاسِقًا، والشَّنُّ أضْعَفُ مِنْ الهدَفِ.

(٣٥٢٨) ولو كان الشَّنُّ مَنْصُوبًا، فمَرَقَ منه .. كان عندي خاسِقًا، ومِن الرُّماةِ مَنْ لا يَحْسِبُه إذا لم يَثْبُتْ فيه (٢).

(٣٥٢٩) وإنْ أصابَ بالقِدْحِ .. لم يُحْسَبْ إلّا ما أصابَ بالنَّصْلِ.

(٣٥٣٠) ولو أرْسَلَه مُفارِقًا للشَّنِّ فهَبَّتْ رِيحٌ فصَرَفَتْه، أو مُقَصِّرًا فأسْرَعَتْ به، فأصابَ .. حُسِبَ مُصِيبًا، ولا حُكْمَ للرِّيحِ.

(٣٥٣١) ولو كان دُونَ الشَّنِّ شَيْءٌ فهَتَكَه السَّهْمُ ثُمّ مَرَّ بحَمْوَتِه حتّى يُصِيبَ .. كان مُصِيبًا.

(٣٥٣٢) ولو أصابَ الشَّنَّ ثُمّ سَقَطَ بعد ثُبُوتِه .. حُسِبَ، وهذا كنَزْعِ إنْسانٍ إيّاه.

(٣٥٣٣) قال: ولا بَأسَ أن يُناضِلَ أهْلُ النُّشَّابِ أهْلَ العَرَبِيَّةِ وأهْلَ الحُسْبانِ؛ لأنّ كُلَّها نَصْلٌ، وكذلك القِسِيُّ الدُّودَانِيَّةُ (٣) والهنْدِيَّةُ، وكُلُّ


(١) القول الثاني الأظهر. انظر: «العزيز» (٢٠/ ٥٢٨) و «الروضة» (١٠/ ٣٧٦).
(٢) للأصحاب في هذه المسألة طريقان: أحدهما - أن فيه قولين: أحدهما - أنه ليس بخسق؛ لأنه لم يثبت، والثبوت يحتاج إلى ضبط وحذق، فإذا مرق دل على قصور منه، وأظهرهما - أنه خَسْق؛ لأن الخرق قد حصل، والمروق بعده يدل على زيادة القوة، وليس الغرض من ذكر الثبوت في تفسيره هيئته، والطريق الثاني - القطع بأنه خَسْق؛ لأن الشافعي -رضي الله عنه- صرح بأنه خاسق عنده، والمذهب الآخر حكاه عن غيره، وهذا الطريق المذهب. انظر: «العزيز» (٢٠/ ٥٢٧) و «الروضة» (١٠/ ٣٧٦).
(٣) «دُودان»: قبيلة من بني أسد باسم أبيهم دُودان بن أسد بن خزيمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مضر بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان، وإليهم تنسب القسي على لفظها، فيقال: «دُودَانِيَّةٌ»: وهي القوس التي لها مجرى يمر السهم فيه. «المصباح» (مادة: دود) و «الحاوي» للماوردي (١٥/ ٢٢٤).