و «النَّزَعَتان» بفتح النون والزاي: ما زال عنه الشَّعَرُ من البياض الذي يستعلي في مقدم الرأس مِنْ جانِبَيه، فإن زاد ذَهابُ الشَّعَرِ على ذلك قليلًا .. فهو: «أَجْلَحُ»، وتلك هي «الْجَلَحَة». انظر: «الحاوي» للماوردي (١/ ١٣٥)، و «الزاهر» (ص: ١٠٧)، و «الحلية» (ص: ٤٦). فائدة: اشتهر ضبط كلمة «النَّزَعَة» عن الشافعي بتسكين الزاي، وأخذوها عليه، قال البيهقي في «الرد على الانتقاد» (ص: ٣٨): «وليست بمقيدة في رواية المزني ولا في رواية الربيع بالتحريك ولا بالتسكين فيما نقلت إلينا، فيحتمل أن يكون الشافعي -رحمه الله- ذكرها بفتح الزاي فلم يضبطها الرواة، فقلما يراعون الإعراب في غير ألفاظ صاحب الشريعة، وبعد ذلك فقد قال أبو منصور بن أبي محمد الأديب: كتب إلي أبو العلاء بن كوشاد الأصبهاني - بعد أن سألته عن هذا الحرف - فقال: يروى عن أبي عمرو الشيباني وغيره: (النزعة) بفتح الزاي وسكونها، أجراها مجري (فحْمة العشاء وفحَمته)، ويقولون: (نحن في عز ومنَعة)، و (عز ومنْعة)، و (هو فصيح اللهْجة واللهَجة)». (٢) كذا في ز ب، وفي س: «فإذا»، وفي (ظ): «ولو عم»، وهذا الأخير يبطل المعنى المقصود. (٣) في هامش س: «قال الإمام الشافعي في «الأم» (١/ ٢١): «ولم أعلم اختلافًا في أن المتوضئ لو تركهما عامدا أو ناسيا وصلى، لم يُعِد». قال شيخ الإسلام: ذكر ابن المنذر في «الإشراف» الاختلاف في الإعادة على من ترك المضمضة والاستنشاق في الوضوء، فقال: «كان عطاء والزهري وابن أبي ليلى وحماد وإسحاق يقولون: يعيد إذا تركهما في الوضوء، وقال الحسن البصري وعطاء في أحد قوليه، والزهري والحكم وقتادة وربيعة ويحيى الأنصاري ومالك والأوزاعي والليث بن سعد والشافعي: لا يعيد، وقال أحمد: في الاستنشاق خاصة، ولا يعيد من ترك المضمضة، وبه قال أبو عبيد وأبو ثور»، وقال ابن المنذر: «بقول أحمد أقول»، وعن أحمد رواية لم يذكرها ابن المنذر، وهي إيجاب المضمضة والاستنشاق في الوضوء، وهي المشهورة عند الحنابلة، وظهر مما حكاه ابن المنذر الاختلاف في ذلك، والشافعي قال: «لم أعلم»؛ لأنه لم يبلغه هذا الذي حكاه ابن المنذر وغيره. (ترتيب الأم)». قلت: انظر كلام ابن المنذر في «الأوسط» (١/ ٣٧٧).