للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال المزني: وقياسُ قولِه أنَّ الزيادةَ أوْلَى به في الأخبارِ؛ كما أخَذَ في التشهُّدِ بالزيادَةِ، وفي دُخولِ النبي -صلى الله عليه وسلم- البَيْتَ بزيادةِ أنَّه صلّى فيه، وتَرَكَ (١) مَنْ قال: (لم يَفْعَل).

(١٦٠) قال الشافعي: وأحِبُّ أنْ لا يَجْعَلَ مُوَذِّنَ الجماعةِ (٢) إلا عَدْلًا ثِقَةً؛ لإشْرافِه على الناس، وأحِبُّ أنْ يَكونَ صَيِّتًا (٣)، وأنْ يَكونَ حَسَنَ الصوتِ أرَقَّ (٤) لسامعِه، وأحِبُّ أنْ يُؤَذِّنَ مُتَرَسِّلًا بغيرِ تمْطِيطٍ ولا بَغْيٍ فيه (٥)، وأحِبُّ الإقامَةَ إدْراجًا مُبِينًا (٦)، وكيفما جاء بهما أجزأه.


(١) زاد في ز س: «قولَ».
(٢) في ز: «الجماعات».
(٣) «الصَّيِّت» بوزن «السيد»: الرفيع الصوت، وهو «فَيْعِل» من صات يصوت؛ كما يقال للسحاب الماطر: «صَيِّب»، ويقال: «ذهب صِيتُ فلان في الناس»؛ أي: ذهب ذكره وشرفه، وأما الصَّوْت فهو الذي يسمعه الناس. «الزاهر» (ص: ١٥٤).
(٤) زاد في ز: «لأنه أرقُّ»، وفي س: «لأن حسن الصوت أرقُّ».
(٥) هكذا في ز س، وكذا في ب، ويمكن قراءة رسمه كما في ب ٢ «ولا يُغَنِّي فيه»، وفي ظ: «ولا تَغَنٍّ فيه»، ويؤيد الأول نص «الزاهر»، وكذلك ورد في «النهاية» لإمام الحرمين (٢/ ٦٠)، ويدل للثاني نص «الحاوي» (٢/ ٥٨)، وانظر الفقرة: (٣٥٦)، و «المترَسِّل»: الذي يتمهل في تأذينه ويبين كلامه تبيينًا يفهمه من يسمعه، وهو من قولك: «جاء فلان على رسله»؛ أي: على هَيْنَتِه، غير عَجِل ولا مُتعِب لنفسه. و «التمطيط»: الإفراط في مد الحروف، يقال: «مط كلامه»: إذا مده، فإذا أفرط فيه فقد مطَّطَه. و «البغي» في كلام العرب: الكبر والظلم والفساد، والمراد بالبغي في الأذان: أن يكون رفعُه صوتَه يحكي كلام الجبابرة والمتكبرين، والصواب: أن يكون صوته بتحزين وترقيق، ليس فيه جفاء كلام الأعراب، ولا لين كلام المتماوتين. «الزاهر» (ص: ١٥٤).
(٦) أصل «الإدراج»: الطي، يقال: «أدرجت الكتاب والثوب ودرجتهما إدراجًا ودروجًا»: إذا طويتَهما على وجوههما، وأما إدراج الإقامه: فهو أن يصل بعضها ببعض، ولا يترسل فيها ترسله في الأذان. «الزاهر» (ص: ١٥٥).