للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بانتظارِه، والأوَّلُ عندي أولى بالصلاة (١)؛ لتَقْدِيمِها على مَنْ قَصَّرَ في إتيانِها (٢).

(٢٩٢) قال الشافعي: ويُؤتَمُّ بالأعْمَى وبالعبدِ.

(٢٩٣) وأكْرَهُ إمامةَ مَنْ يَلْحَن؛ لأنَّه قد يُحِيلُ المعنَى، فإنْ أحالَ، أو لَفَظَ بأعْجَمِيَّةٍ (٣) في أمِّ القرآن .. أجْزَأتْه دونهم، وإنْ كان في غيرِها .. أجْزَأتْهم.

(٢٩٤) قال الشافعي: وأكْرَهُ إمامةَ مَنْ به تَمْتَمَةٌ أو فَأْفَأَةٌ، فإن أمَّ .. أجْزَأ إذا قَرَأ ما يُجْزِئُ في الصلاةِ، ولا يَؤُمُّ أرَتُّ ولا ألْثَغُ (٤).


(١) كذا في ظ ز، وفي ب: «بالصواب»، وكلاهما ثابت ذكرهما الروياني في «البحر» (٢/ ٢٥٦)، وفي س: «بقوله».
(٢) اختلف الأصحاب في مورد القولين من الكراهة والاستحباب والبطلان، والأصحاب فيه على طرق: فأوهى الطرق .. حمل القولين على البطلان وعدمه، وقد نُقل عن بعض الأصحاب، واستبعده إمام الحرمين، وطريقة المزني والشيخ أبي حامد والماوردي وإمام الحرمين ومعظم الأصحاب .. أن القولين في الكراهة وعدمها، وأظهرهما: الكراهة، وعزاه الماوردي إلى الجديد، وعزا الثاني - وهو عدم الكراهة - إلى القديم، وطريقة القاضي أبي الطيب .. أن القولين في الاستحباب وعدمه، والصحيح الاستحباب، ونسبه إلى الجديد، وطريقة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي .. أن القولين في الاستحباب والكراهة، والصحيح الاستحباب، قال النووي: «المذهب استحباب الانتظار»، ونقله عن أكثر الأصحاب، والله أعلم. انظر: «الحاوي» (٢/ ٣٢٠) و «النهاية» (٢/ ٣٧٧) و «العزيز» (٣/ ٦٥) و «الروضة» (١/ ٣٤٢) و «المنهاج» (ص: ١١٨) و «المجموع» (٤/ ١٢٦).
(٣) في ب: «بالعجمية».
(٤) جملة ما يقع في اللسان والكلام من الفساد وتُكرَه إمامة من به شيء منها: «التمتمة»: أن يتردد في التاء، و «الفأفأة»: أن يتردد في الفاء، و «الرُّتَّة»: كالريح يمنع أول الكلام، فإذا جاء منه شيء اتصل به، وهي غريزة تكثر في الأشراف، و «الأرَتُّ»: الذي لا يقدر على الكلمة إلا بإسقاط بعضها، و «اللُّثْغة»: أن يعدل بحرف إلى حرف، فيجعل الراء على طرف لسانه لامًا، أو يجعل الصاد ثاء، وأما «الألْيَغُ» بالياء: فهو الذي لا يبين الكلام، و «اللُّكْنَة»: أن يعترض على الكلام اللغةُ الأعجمية، و «العُقْلَة»: التواء اللسان عند إرادة الكلام، ثم تأتي الكلمة سليمة بعد جهد، و «الحُبْسَة»: تعذر الكلام عند إرادته، و «الألَفُّ»: الذي يُدخِل حرفًا على حرف، و «الغُنَّة»: أن يُشرَبَ الحرفُ صوتَ الخيشوم، و «الخُنَّة»: أشد منها، و «الترخيم»: حذف بعض الكلمة، و «العُكْلَة والحُكْلَة»: العُجْمة. انظر: «الحاوي» للماوردي (٢/ ٣٢٥) و «الزاهر» (١٨٤ - ١٨٥) و «الحلية» (٧٨).