للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٣٨٠) قال: ولو صَلَّى على فَرَسِه في شدة الخوف ركعةً ثُمّ أمِنَ .. نَزَل فصَلَّى أخْرَى مُواجَهَةَ القبلةِ، وإنْ صَلَّى ركعةً آمنًا ثُمَّ صار إلى شدة الخوف فرَكِبَ .. ابْتَدَأ؛ لأنّ عَمَلَ النزولِ خفيفٌ، والركوبُ أكثرُ مِنْ النزول.

قال المزني: قلت أنا (١): قد يكون الفارسُ أخَفَّ رُكوبًا وأقلَّ شُغْلًا لفُرُوسِيَّتِه مِنْ نُزول ثَقِيلٍ غيرِ فارسٍ (٢).

(٣٨١) قال الشافعي: ولا بأسَ أن يَضْرِبَ في الصلاة الضَّرْبَةَ، ويَطْعَنَ الطَّعْنَةَ، فأمّا إنْ تابع الضربَ، أو رَدَّدَ الطعنةَ في المطْعُون، أو عَمِلَ ما يَطُول .. بَطَلَتْ صلاتُه.

(٣٨٢) ولو رَأوْا سَوادًا (٣) أو جماعةً أو إبلًا، فظَنُّوهم عَدُوًّا، فصَلَّوْا صلاةَ شدةِ الخوفِ يُومئون إيماءً، ثُمّ بان لهم أنّهم ليسوا بِعَدُوٍّ، أو شَكُّوا .. أعادوا.

وقال في «الإملاء»: «لا يُعِيدُون؛ لأنّهم صَلَّوْا والعلَّةُ موجودةٌ»، قال المزني: قلت أنا (٤): أشْبَهُ بقولِه عندي أن يُعِيدُوا (٥).


(١) «قلت أنا» من ب س.
(٢) يشير المزني إلى أن المعنيَّ قلة الشغل وكثرته، وهو صحيح، ولا اعتراض على الشافعي؛ لأن كلامه في غالب الناس، وقد أطلق الشافعي في «الأم» القول بالبناء في الركوب والنزول، فحمله بعضهم على اختلاف القولين، والمذهب: حَملُ النصين على حالين، فحيث قال: (يستأنف الصلاة) أراد: ما لم يكن مضطرًّا إلى الركوب، وكان يقدر على القتال وإتمام الصلاة راجلًا فركب احتياطًا وأخذًا بالحزم، وحيث قال: (يبني) أراد: ما إذا صار مضطرًّا إلى الركوب، وهذه طريقة الصيدلاني، وبه قال ابن سريج وأبو إسحاق. انظر: «الحاوي» (٢/ ٤٧١) و «العزيز» (٣/ ٤٣٠) و «الروضة» (٢/ ٦٤).
(٣) «السواد»: الشخص، وجمعه: «أَسْوِدَة»، وسواد العسكر: ما فيه من الآلة وغيرها. «الزاهر» (١٩٨).
(٤) «قلت أنا» من س.
(٥) ما رجحه المزني هو الأظهر، وانظر: «العزيز» (٣/ ٤٢٨) و «الروضة» (٢/ ٦٣).