للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٣٧٨) ولو سها في الأُولى أشار إلى مَنْ خلفه بما يَفهَمُون أنَّه سها، فإذا قَضَوْا سجدوا لسهوه ثم سَلَّمُوا، وإن لم يَسْهُ هو وسَهَوْا هم بعد الإمام سجدوا لسهوهم، وتَسْجُد الطائفة الأخْرَى معه لسهوه في الأُولى (١).

(٣٧٩) قال الشافعي: وإنْ كان خوفٌ أشَدُّ مِنْ ذلك، وهو المُسايَفَةُ والتِحامُ القتال، ومُطاردة العدو (٢)، حتى يَخافوا إن وَلَّوْا أن يَرْكَبُوا أكتافَهُم فتكونَ هَزِيمَتُهم .. فيُصَلُّوا كيف أمْكَنَهم، مُسْتَقْبِلي القبلةِ وغيرَ مُسْتَقْبِليها، وقُعُودًا على دَوَابِّهم، وقيامًا في الأرض على أقدامهم، يُومِئون برُؤوسِهم، واحْتَجَّ بقول الله تبارك وتعالى: {فإن خفتم فرجالًا أو ركبانًا} [البقرة: ٢٣٩] (٣)، قال ابن عمر: «مُسْتَقْبِلي القبلةِ وغيرَ مُسْتَقْبِليها»، قال نافع: «لا أرى ابن عمر ذَكر ذلك إلا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».


(١) كذا في ز ب س، وفي ظ: «الأخرى».
(٢) «المسايفة»: أن يلتقي القوم بأسيافهم ويضرب بعضهم بعضًا بها، يقال: «سايَفْتُه فسِفْتُه أسِيفُه»: إذا غلبتَه بالضرب بالسيف، و «التحام القتال»: قطع بعضهم لحوم بعض، و «الملحمة»: المَقْتَلة، حيث تقاطعوا بالسيوف، وجمعها: ملاحم، و «المطاردة»: أن يطرد بعضهم بعضًا، يقال: «اطَّرَدتُ الرجلَ»: إذا نفيتَه، و «طردته»؛ أي: نحَّيْتَه عنك، و «استطرد الفارس للفارس»: إذا تَحرَّفَ له لينتهز فرصة يطعنه بها. «الزاهر» (ص: ١٩٧).
(٣) قوله عز وجل: (فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا)؛ أي: فصلوا رجالًا أو ركبانًا، و «رجالًا» جمع «راجل»، مثل: «صِحاب» جمع «صاحب»، والمعنى: إن لم تقدروا أن تقوموا قانتين خاشعين موفين الصلاة حقها لخوف ينالكم .. فصلوا ركبانًا ورجالًا، مستقبلي القبلة وغيرَ مستقبليها، ثم قال عز وجل: (فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ)، يقول: فإذا زال الخوف وأمنتم عدوكم .. فقوموا في الصلاة قانتين مؤدين للفرض كما علمكم الله. «الزاهر» (ص: ١٩٧).