(٢) قوله: «لأن هذا» يعني: التسليم «يروى غالبًا» فيه روايتان: إحداهما: «غالبًا» بالغين المعجمة والباء الموحدة من تحتُ، وهي رواية الماوردي في «الحاوي» (٢/ ٤٩٣)، وكذلك هي في ظ ب، وفيه تأويلان، فقيل: أراد غالبًا في الصحابة منتشرًا فيهم، وقيل: يريد فعل السلام يروى غالبًا على المنبر. والرواية الثانية: «عاليًا» بالعين المهملة والياء المثناة من تحت، وهي رواية إمام الحرمين في «النهاية» (٢/ ٦١٩) والرُّوياني في «البحر» (٢/ ٤٦٨)، وكذلك هي في ز، واختلفوا في تأويله، فقيل: أراد بإسناد عالٍ، وقيل: أراد به الجهر؛ أي: عاليًا صوتُه بالتسليم، وقيل: أراد به سلَّم عاليًا على المنبر؛ أي: في حال عُلوِّه، وقيل: أراد أن هذا مروي عن السلف، والعالي هو عبارة عن مقدَّم السلف، وقيل: أراد أنه يروى عن أعالي الصحابة؛ أي: كبارهم.