للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصغيرَ؛ كما آخُذُ الوَسَطَ (١) مِنْ التمرِ ولا آخُذُ الجُعْرُورَ، فإن لم يَكُنْ إلّا جُعْرُورٌ أخَذْتُ منه الجُعْرُورَ، ولم (٢) نَنْقُص مِنْ عَدَدِ الكيلِ، ولكنّا نَقَصْنا الجودةَ لمّا لم نَجِد الجيِّدَ، كذلك نَقَصْنَا مِنْ السِّنِّ إذا لم نَجِدْها ولم نَنْقُص مِنْ العددِ.

(٥٣٣) قال: ولو كانتْ ضَأنًا ومِعْزى .. كانتْ سواءً، أو بَقَرًا جَوَامِيسَ وعِرَابًا ودَرْبانِيَّةً، وإبلًا مختلفة .. فالقياسُ أن نأخُذَ مِنْ كلٍّ بقَدْرِ حِصَّتِه (٣)، كان إبلُه خمسًا وعشرين، عَشْرٌ مَهْرِيَّة، وعشرٌ أرْحَبِيَّة، وخمسٌ مُجَيْدِيَّة .. فمَنْ قال: نأخُذُ مِنْ كُلٍّ بقَدْرٍ .. قال: نأخُذُ ابنةَ مخاضٍ بقيمةِ خُمسَيْ مَهْرِيَّة، وخُمسَيْ أرْحَبِيَّة، وخُمسِ مُجَيْدِيَّة (٤).

(٥٣٤) قال الشافعي: ولو أدَّى في أحَدِ البَلَدَيْن عن أربعين شاةً مُتَفَرِّقةً .. كَرِهْتُ ذلك وأجْزَأه، وعلى صاحبِ البلدِ الآخرِ أن يُصَدِّقَه، فإن اتَّهَمَه أحْلَفه.

(٥٣٥) ولو قال للمصدِّقِ: «هي وديعةٌ»، أو «لم يَحُل عليها الحولُ» .. صَدَّقَه، وإن اتَّهَمَه أحْلَفَه.

(٥٣٦) ولو شَهِد شاهدان أنّ له هذه المائةَ بعَيْنِها مِنْ رأسِ الحولِ، فقال: «قد بِعْتُها ثُمّ اشْتَرَيْتُها» .. صُدِّق.

(٥٣٧) ولو مَرَّت به سَنَةٌ وهي أربعون، فنُتِجَتْ شاةً، فحالتْ عليها سَنَةٌ ثانيةٌ وهي إحدى وأربعون، ثم نُتِجَتْ شاةً، فحالتْ عليها سنةٌ ثالثةٌ


(١) كذا في ظ، وفي ز ب س: «الأوسط».
(٢) كذا في ز ب س، وفي ظ: «ومن».
(٣) هذا القول هو الأظهر، والقول الثاني: نأخذ من الأغلب، فإن استوت الأنواع أخذنا الأغبط للمساكين على المذهب. وانظر: «العزيز» (٣/ ٧٢٩) و «الروضة» (٢/ ١٦٩).
(٤) فائدة في أجناس البقر والإبل:
أما البقر .. فمنها «الجَوَامِيس»، واحدها: «جاموس»، وهي من أنبلها وأكرمها وأكثرها ألبانًا وأعظمها أجسامًا، ومنها «الدَّرْبانِيَّة»، وهي التي تنقل عليها الأحمال، ومنها «العِراب»، وهي جرد ملس حسان الألوان كريمة.
وأما الإبل .. فمنها «المَهارِي»، منسوبة إلى مَهْرَة بن حيدان، وهم قوم من أهل اليمن وبلادهم الشِّحْر بين عمان وعدنِ أَبْيَنَ، إبلهم «المهْرِيَّة»، وفيها نجائب تسبق الخيل، ومنها «الأَرْحَبِيَّة» نسبة إلى «أرْحَب» حي من اليمن، وكذلك «المُجَيْدِيَّة» منسوبة إلى «مُجَيْد»، وهو فحل كان يكون لإبلهم، ومنها «العُقَيْلِيَّة»، وهي نجدية صلاب كرام، ونجائبها نفيسة ثمينة تبلغ الواحدة ثمانين دينارًا إلى مائة دينار، وألوانها: الصُّهْب والأدْم والعِيس، ومنها «القِرْمِلِيَّة» إبل الترك، و «الفَوالِج» فحول سِنْدِيّة ترسل في الابل العراب فتنتج «البُخْت»، الواحد: «بُخْتِيّ»، والأنثى: «بختية».
«الزاهر» (ص: ٢٣١) و «الحلية» (ص: ١٠١).