كتاب مختصر المزني - ت الداغستاني

كتاب المناسك - باب ما يجتنبه المحرم من الطيب ولبس الثياب وأخذ الشعر - ج: 1 - ص: 356

قال المزني (١): ليس (٢) في هذا دليلٌ أن ليس عليه فديةٌ إذْ (٣) لم تَكُنْ في الخبر، وهكذا رُوِي في الحديثِ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- (٤) في الصائمِ يَقَعُ على امرأتِه، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أعْتِقْ وافْعَلْ وافْعَلْ»، ولم يَذْكُر أنّ عليه القضاءَ، وأجْمَعُوا أنَّ عليه القضاءَ.

(٨٦١) قال الشافعي: وما شَمَّ مِنْ نَباتِ الأرْضِ ممّا لا يُتَّخَذُ طِيبًا، أو أكَلَ تُفّاحًا أو أتْرُجًّا، أو دَهَنَ جَسَدَه بغير طِيبٍ .. فلا فديةَ (٥).

(٨٦٢) وإن دَهَن رأسَه أو لحيتَه بدُهْنٍ غيرِ طيبٍ .. فعليه الفديةُ؛ لأنّه موضعُ الدُّهنِ وترجيلِ الشعرِ.

قال المزني: ويَدْهَنُ المحرمُ الشِّجاجَ بالزيتِ ومواضعَ ليس فيها شعرٌ مِنْ الرأسِ، ولا فديةَ عليه على قياس قوله (٦)، والقياسُ عندي: أنّه يجوز له الزيتُ بكلِّ حالٍ يَدْهُنُ به المحْرِمُ الشعرَ بغيرِ طيبٍ، ولا فديةَ (٧)؛ لأنه يأكُلُه، ولو كان فيه طِيبٌ ما أكلَه، فتَفَهَّمْه (٨).

---

(١) الفقرة من قول المزني سقطت من ظ رأسًا، وهي في ز ب س.
(٢) كلمة «ليس» من ز س، وسقطت من ب، ولا بد منه.
(٣) كذا في س: «إذْ» بسكون الذال المعجمة، وفي ب: «إذا» بالألف، وكذلك هو في ز ثم شطب على ألفه.
(٤) كذا في ب س، وفي ز: «وهكذا في الحديث الذي روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-».
(٥) زاد في ز: «فيه»، وفي س: «عليه»، ولا شيء من ذلك في ظ ب.
(٦) قوله: «ولا فدية عليه على قياس قوله» من ب، وثبت منه في س قوله: «ولا فدية عليه» فقط، واستدرك الباقي بالهامش، وسقط الكل من ظ ز، وانظر: «البحر» للروياني (٣/ ٤٤٩).
(٧) قوله: «ولا فدية» من ب س، وسقط من ز.
(٨) قوله: «فتفهمه» من ز، ولم يرد في ب س.
تنبيه: الفقرة من قول المزني حدث في تحديد موضعها وسياقتها اختلاف كبير بين النسخ، فوردت في ظ بهذا الموضع من الكتاب، إلا أنه سقط منه ما بعد قوله: «ومواضع ليس فيها شعر من الرأس»، ثبت هذا وسقط ما بعده، ووردت في ب بهذا الموضع أيضًا، إلا أوله «قال المزني: يدهن … على قياس قوله» فأخره إلى ما قبل الفقرة (٨٦٦)، وفي هذه النسخة بعض سقط وتحريف في النص، ووردت في س بهذا الموضع، وفرق بين ما حكاه المزني عن قياس قول الشافعي وبين اجتهاده بقوله: «قال المزني: القياس عندي … »، إلا أن الفقرة فيه كاملة في هذا الموضع، وهو موضعها بالمعنى أيضًا، وتأخرت في ز إلى ما قبل الفقرة (٨٦٦)، ولم يفصل فيه القياس عند المزني بـ: «قال المزني»، ثم إن بين النسخ بعضَ اختلاف في الزيادات أشرت إلى مواضعها.