(٢) راجع المسألة أول كتاب البيوع (الفقرة: ٩٩٧). (٣) هكذا نص الشافعي هنا، ونص في بعض كتبه على أنه لا يزيد على سنة واحدة في مدة الإجارة، ونص في «كتاب الدعاوى» على أنه يؤاجر ما شاء، فجعل المدة إلى خِيَرَته من غير ضبط، واختلف أصحابنا على طريقين: فذهب المحققون من أئمتنا إلى قطع القول بأن مدة الإجارة مردودة إلى التراضي، ولا تعبّد فيها ولا ضبط، ولكن يجب أن يؤاجر كلُّ شيء مدةً يُعلم بقاؤُه فيها أو يظن ذلك أو يمكن، فإن كانت المدة بحيث يُقطع بأن المستأجَر لا يبقى فيها فالإجارة مردودة، وهذا القائل يحمل ذكر الثلاثين على وفاقٍ أجراه الشافعي في محاولةِ بيان تطويل المدة، وقد يُجري المبيِّن عددًا على قصد المبالغة ولا يبغي تقديراتها، وهو كقوله تعالى: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: ٨٠]، ومنهم من جعل هذه النصوص أقوالًا، وأجرى ثلاثة أقوال: المشهور الذي عليه جمهور الأصحاب - أنه لا ضبط من طريق التعبد في المدة، والأمرُ مفوّضٌ إلى ما وقع التراضي عليه، وهذا القول هو المنقاس المحكي عن كتاب الدعاوى، والثاني - أنه لا يجوز المزيد على سنة؛ فإن الإجارةَ أُثبتت للحاجة، وإلا فهي حائدةٌ عن القياس؛ من جهة إيرادِها على مفقودٍ يتوقع وجوده من عينٍ مخصوصة، والحاجة في الأغلب لا تزيد على السنة، والثالث - أن الأمدَ الأقصى ثلاثون سنة، ولا مزيد على هذه، قال إمام الحرمين: «وهو أضعف الأقوال، وهذا وإن لم يترتب على أثرٍ فلا يليق بقاعدة الشافعي في توقِّيه عن التحكم بالتقديرات من غير توقيفٍ». وانظر: «النهاية» (٨/ ١١٠) و «العزيز» (٩/ ٥٤٤) و «الروضة» (٥/ ١٩٦).