للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصلَ بينَ كلِّ سورتين: حمزةُ، وكان يقول: القرآنُ عندي كسورةٍ واحدةٍ، فإذا قرأتُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في أول فاتحة الكتاب، أجزأني.

قال ابن الجزري: كلامُ حمزةَ يُحمل على حالة الوصل، لا الابتداء؛ لإجماع أهل النقل على ذلك، والله أعلم.

واختلف عن خلف في اختياره بين الوصل والسكت.

واختلف أيضًا عن الباقين وهم: أبو عمرو، وابن عامر، ويعقوبُ، وورشٌ من طريق الأزرق بين الوصل والسكت والبسملة.

ثم إن الآخذين بالوصل لمن ذُكر من حمزةَ، أو أبي عمرٍو، أو ابن عامرٍ، أو يعقوبَ، أو ورشٍ، اختارَ كثيرٌ منهم لهم السكت بين المدَّثر والقيامة، وبين الانفطار والمطفِّفين، وبين الفجر والبلد، وبين العصر والهُمَزَة، وكذا الآخذون بالسكت لمن ذُكر من أبي عمرو، وابن عامر، ويعقوبَ وورشٍ، اختار كثير منهم لهم البسملة في هذه الأربعة مواضع، وإنما اختاروا ذلك؛ لبشاعة وقوع مثل ذلك إذا قيل: {وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (٥٦)} [المدثر: ٥٦] {لَا} [القيامة: ١]، أو {وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)} [الفجر: ٣٠] {لَا} [البلد: ١]، أو {لِلَّهِ} [الإنفطار: ١٩] {وَيْلٌ} [المطففين: ١]، أو {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: ٣] {وَيْلٌ} [الهمزة: ١]، من غير فصل، ففصلوا بالبسملة للساكت، وبالسكت للواصل، ولم يمكنهم البسملة له؛ لأنه ثبت عنه النصُّ بعدمها، فلو بَسْمَلوا، لصادموا النصَّ بالاختيار، وذلك لا يجوزُ.

والأكثرون على عدم التفرقة بين الأربعة وغيرها، وهو اختيار المحققين.