إيمانهم بالقلة هو الإيمان اللغوي؛ لأنهم قد صدقوا بأشياء يسيرة لا تغني عنهم شيئًا؛ إذ كانوا يصدقون أن الخير والصلة والعفاف الذي كان يأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو حق صواب.
{قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} والقلة هنا بمعنى العدم. قرأ ابن كثير، ويعقوب، وابن عامر بخلاف عن راويه ابن ذكوان:(يُؤْمِنُونَ)(يَذْكُرُونَ) بالغيب فيهما، وقرأهما الباقون: بالخطاب، ومنهم حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف على أصله في تخفيف الذال من (تَذَكَّرُونَ)، ورجح أبو عمرو القراءة بالخطاب بقوله:(فَمَا مِنْكُمْ)(١).
...
{تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٣)}.
[٤٣]{تَنْزِيلٌ} رفع بالابتداء؛ أي: هو تنزيل.
{مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} نزَّله على لسان جبريل عليه السلام.