للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

برصيصا، استودع امرأة سيقت إليه ليشفيها بدعائه من الجنون، فسول له الشيطان الوقوع عليها، فحملت، فخشي الفضيحة، فسول له قتلها ودفنها، ثم شهره، فلما استخرجت المرأة، وحُمل العابدُ شرَّ حمل، وهو قد قال: إنها قد ماتت، فقصتُ عليها فدفنتها فلما وُجدت مقتولة، علموا كذبه، فتعرض له الشيطان، فقال له: اكفر واسجد لي وأنا أنجيك، ففعل، فتركه عند ذلك، وقال: إني بريء منك، قال ابن عطية (١): وهذا كله ضعيف، والتأويل الأول هو وجه الكلام (٢).

وقوله: {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} رياء من قوله، وليست على ذلك عقيدته. قرأ أبو جعفر بخلاف عنه: (بَرِيٌّ) بتشديد الياء بغير همز، والباقون: بالمد والهمز (٣)، وقرأ نافع، وأبو جعفر، وابن كثير، وأبو عمرو: (إِنِّيَ) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها (٤).

{فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (١٧)}.

[١٧] {فكَانَ عَاقِبَتَهُمَا} آخرَ أمر الغاوي والمغوى.


(١) انظر: "تفسير البغوي" (٤/ ٣٦٤)، و"تفسير الثعلبي" (٤/ ٢٨٧).
(٢) انظر: "المحرر الوجيز" (٥/ ٢٩٠).
(٣) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٤٠٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ١١٨).
(٤) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٣٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٨٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ١١٨).