{كَثِيرًا} المعنى: مكانًا يتحول به على رغمِ أنفِهم، وأصلُ الرَّغْمِ: لصوقُ الأنفِ بالرّغامِ ذُلًّا، وهو الترابُ.
{وَسَعَةً} في الرزقِ، فلما سمعَ جُنْدَعُ بنُ ضَمْرةَ هذه الآيةَ، وكان شيخًا كبيرًا، خرجَ من مكةَ محمولًا على سريرِه مهاجِرًا إلى المدينة، فماتَ في الطريقِ، فقالَ بعضُ المسلمينَ: لو وصلَ إلى المدينةِ، لكانَ أتمَّ أجرًا، وضحكَ المشركون، وقالوا: ما أدركَ هذا ما طلبَ، فنزل:
{أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} بإيجابِه على نفسِه فضلًا منه سبحانه.
{وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا} لِما كانَ منه في الشِّركِ.
{رَحِيمًا} حينَ قبلَ توبتَهُ؛ فعندَ الإمامِ أحمدَ والأكثر: لا يجبُ على اللهِ شيءٌ، لا عقلًا، ولا شرعًا، وقال جمعٌ: يجبُ عليه شرعًا بفضلِه وكرمِه، وحكي عن أهل السُّنِة، وعندَ المعتزلة يجبُ علية رعايةُ الأصلحِ.
(١) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: ٩٨)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (١/ ٥١٥)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٢/ ٦٥٣).